وقال فريدمان، في عاموده الأسبوعي، بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه يفكر في كتابة كتاب عن السنة الأولى لسياسة الرئيس ترامب الخارجية، وأن العنوان الذي اختاره هو "فن الهبة"، في إشارة إلي سياسات ترامب، بالتخلي عن الكثير في سياساته الخارجية مقابل ثمن بخس وكأنها هبة.
وجاء في مقال فريدمان: "عملت لما يقرب من 30 عاما من تغطية السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولم أر في تلك الفترة رئيسا يتخلى عن الكثير في مقابل الزهيد جدا، بدءا من الصين إلي إسرائيل، ففي الصين وإسرائيل، حل الكريسماس، باكرا هذا العام، فالصينيون واليهود على حد سواء يهمسون لأطفالهم: "هناك حقا سانتا كلوز، وهو دونالد ترامب".
وأفاد المقال أيضا، بأن خطوة كتلك التي أقدم عليها ترامب أمس في خطابه الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل يجب أن يأتي فقط في أعقاب اتفاق سلام نهائي متفق عليه بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإنهاء كل أشكال الاستيطان في الأماكن التي تتيح قيام حل الدولتين.
وأضاف فريدمان في مقاله قائلا: "من يستطيع إلقاء اللوم عليهم؟ دعونا نبدأ مع إسرائيل، كل حكومة إسرائيلية منذ تأسيسها كانت رغبتها الملحة ومبتغاها هو اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقد امتنعت كل الحكومات الأمريكية عن القيام بذلك، قائلة إن مثل هذا الاعتراف يجب أن يأتي فقط في أعقاب اتفاق سلام نهائي متفق عليه بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. اليوم، ترامب أهداهم ما يبتغون مجانا. لماذا من وسط العالم أجمع تهبهم أنت ما يبتغون مجانا، دون حتى استخدامه بمثابة نفوذ لدفع آفاق صفقة إسرائيلية فلسطينية"؟
فيما كان يمكن لترامب أن يقول لنتانياهو أمرين، أولًا، كان بإمكانه أن يقول: "أنت تطلب مني أن أعلن القدس عاصمة إسرائيل. حسنًا، سأفعل ذلك. ولكن أريد إجراءه مقابل صفقة. وهذا ما أريده منكم في المقابل: سوف تعلنون نهاية لجميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، خارج كتلة المستوطنات القائمة التي يتوقع الجميع أن تكون جزءا من إسرائيل في أي حل من دولتين".
وقال فريدمان إن هذه المفاضلة ضرورية، ومن شأنها أن تحقق تقدمًا حقيقيا لمصالح الولايات المتحدة ولعملية السلام. كما قال دنيس روس، المفاوض الأمريكي المخضرم في الشرق الأوسط للسلام ومؤلف "محكوم بالنجاح: العلاقة الأمريكية الإسرائيلية من ترومان إلى أوباما": "عندما تتوقف عن البناء خارج الكتل الاستيطانية، فإنك تحافظ، بحد أقصى، على إمكانية التوصل إلى نتيجة حل الدولتين، بحد أدنى، سينفصل الإسرائيليون عن الفلسطينيين في مواصلة البناء في المناطق الفلسطينية المكتظة بالسكان، والفصل يصبح مستحيلًا ".
كما كان يمكن لترامب القول وفقا لما قاله السفير الأمريكي السابق في إسرائيل مارتن إنديك، إنه قرر "بدء عملية نقل السفارة إلى القدس الغربية، ولكن في الوقت نفسه أعلن استعداده لإصدار إعلان مواز أنه سوف ينشئ سفارة في دولة فلسطين في القدس الشرقية "- كجزء من اتفاق بشأن الوضع النهائي.
في كلتا الحالتين، كان يمكن لترامب أن يقول للإسرائيليين والفلسطينيين بأنه منح كل منهما شيئا، وهذا ما لم يتوصل إليه باراك أوباما أبدا، وهو شيء يمكنه أن يدفع عملية السلام ومصداقية الولايات المتحدة ولا يحرج حلفاءنا العرب. ولكن ترامب أحمق وجاهل ويعتقد أن العالم بدأ في اليوم الذي انتخب فيه، ولذلك فهو يعبث بسهولة.
المصدر: وكالات
علي الخطايبة