مباشر

إذا كنت من مستخدمي GPS فاحذر التشويش الروسي

تابعوا RT على
ذكرت مجلة New Scientist العلمية البريطانية في إشارة ضمنية إلى روسيا، أن الأخيرة تختبر في الوقت الراهن سلاحا إلكترونيا قادرا على تعطيل GPS وتضليل مستخدميه لحرفهم عن مسارهم.

وأعادت المجلة البريطانية إلى الأذهان برقية تلقتها هيئة شؤون الأسطول البحري التجاري الأمريكية في يونيو الماضي، أفاد فيها قبطان إحدى السفن الأمريكية من المياه المحاذية لمدينة نوفوروسيسك الساحلية الروسية في البحر الأسود، بأن أجهزة الملاحة في سفينته تشير له إلى موقع مغلوط مغاير للواقع.

وذكر القبطان في البرقية، أن أجهزة ملاحة سفينته العاملة بمنظومة GPS تشير له إلى أن سفينته تقع على اليابسة، وتحديدا في مطار مدينة غيلينجيك الروسية المطلة على البحر الأسود من وجهة بعيدة عن نوفوروسيسك.

وأضافت المجلة البريطانية، أن القبطان أكد في برقيته أنه اتصل بعشرين سفينة كانت في مياه البحر الأسود، وأن طواقم السفن العشرين جزموا له بأن أجهزة ملاحتهم العاملة بـ GPS هي الأخرى، ترشدهم إلى نفس الإحداثيات التي أشار إليها وإلى مطار غيلينجيك حصرا.

ديفيد لاست الرئيس السابق للمعهد الملكي البريطاني للملاحة، اعتبر في تعليق ذي شأن، "أن الحادث المسجل في البحر الأسود يشير إلى وجود جهاز معين في المنطقة قادر على إحداث أعطال كبيرة إذا ما تم استخدامه في حال الخلاف بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا".

وفي هذا الصدد، كتبت New Scientist نقلا عن مصادرها أنهم سجلوا في محيط الكرملين في العاصمة الروسية إشارات مضللة وردت عبر الأقمار الاصطناعية إلى أجهزة محمولة كانت بحوزتهم، وأرشدتهم حين السؤال عن بعض المواقع في موسكو إلى وجهات بعيدة ومغايرة بالكامل للواقع.

وخلصت المجلة العلمية البريطانية إلى أن "الإشارة المضللة التي تلتقطها أجهزة الملاحة في محيط الكرملين، ترشد إلى مطار "فنوكوفو" الواقع على 32 كم في ضواحي موسكو، وأن الغرض من وراء هذه الإشارات دفاعي بحت".

وذكّرت المجلة في الختام بأن قنابل الناتو الموجهة وصواريخه وطائراته بلا طيار، تتوجه باستخدام GPS، ما يعزز الطرح الذي يؤكد الطابع الدفاعي للإشارات الروسية المضللة.

يذكر أن نظام Global Positioning System هو نظام أمريكي للتوجه عبر الأقمار الصناعية، وتحديد المواقع والوقت في مختلف الأحوال الجوية في أي نقطة في العالم وعلى المدارات القريبة من الأرض، كما يوفر GPS خدمات مهمة للمستخدمين العسكريين والمدنيين والتجاريين في العالم.

روسيا من جهتها، انتهت مؤخرا من إتمام تغطية منظومتها المشابهة "غلوناس" التي عانت الكثير من الصعوبات إبان التسعينيات، واستطاعت بذلك كسر التفوق الأمريكي في هذا الاتجاه، وأدخلت منظومتها حيز التنفيذ في قطاع الدفاع ومستمرة في ترويج استخدامها المدنية لتشمل جميع مفاصل الحياة في البلاد.

بحوث "غلوناس" و GPS تعود لسبعينيات القرن الماضي، وتعد نتاجا ملموسا لسباق الفضاء بين موسكو وواشنطن، ومفصلا قويا في حرب النجوم التي اندلعت بين البلدين تارة في مواد الخيال العلمي، وتارة أخرى على ألسنة المسؤولين والعسكريين في البلدين.

المصدر: "نيزافيسيمايا غازيتا"

صفوان أبو حلا

 

 

 

 

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا