مباشر

يعتنق المرمونية ويتقن الصينية ويهوى "الدبلوماسية الشعبية".. "شبيه ترامب" قادم إلى موسكو

تابعوا RT على
بعد موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين جون هانتسمان سفيرا لبلاده لدى روسيا، يعود مراقبون للتساؤل حول سر اختيار خبير في شؤون الصين ولغتها لرئاسة البعثة الدبلوماسية في موسكو.

ولد هانتسمان عام 1960 في عائلة تعتنق المرمونية، وهي عقيدة دينية منبثقة عن المسيحية ظهرت في أمريكا مطلع القرن الثامن عشر، وكان الابن الأكبر بين أطفال العائلة التسعة.

وخلال دراسته الجامعية، قضى سنتين كمبشر مرموني في جزيرة تايوان، حيث تعلم اللغة الصينية، قبل أن يعود إلى وطنه، ويتخرج من جامعة بنلسلفانيا المرموقة متخصصا بالعلاقات الدولية.

ركز هانتسمان في مطلع مسيرته المهنية على العمل التجاري في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، حتى عينه الرئيس جورج بوش الأب سفيرا لدى سنغافورة عام 1992، ليصبح أصغر سفير أمريكي منذ مائة عام.

لكنه ما لبث أن غادر العمل الدبلوماسي ليعود إلى قطاع التجارة، ثم تولى منصب حاكم ولاية يوتا الأمريكية عام 2005، حيث أظهر أداء متميزا، حتى كانت نسبة تأييده تصل إلى 90 %، فيما كانت يوتا في عهده تعتبر أكثر الولايات نجاحا من الناحية الإدارية. ويذكر المراقبون أن هانتسمان كان يتعامل مع معارضيه باحترام وضبط نفس، من دون شن هجمات شخصية عليهم.

وفي عام 2009 قبل هانتسمان عرض الرئيس باراك أوباما بتعيينه سفيرا لدى بكين، حيث عمل حتى عام 2011.

وكان هانتسمان من هواة ما يسمى "الدبلوماسية الشعبية"، فلوحظ كثيرا، وهو يتنزه في شوارع العاصمة الصينية، ويستقل دراجة للوصول إلى مكتبه، ويتواصل مع المواطنين العاديين ويساوم حول سعر أكلاته الصينية المفضلة.

لكن الأثر الأكبر الذي تركه هانتسمان في ذاكرة الصينيين تمثل بواقعتين، الأولى حضوره فعالية احتجاجية في بكين في فبراير عام 2011، عندما خرج بضع عشرات من الأشخاص المتأثرين على ما يبدو بأحداث "الربيع العربي"، للتظاهر في شارع تجاري بالعاصمة.

وعندما سأله أحد المارة "هل تريد أن ترى الصين تغرق في الفوضى؟"، أجاب أنه كان يقوم هنا بنزهة لا أكثر، ثم انصرف. وأوضحت السفارة في وقت لاحق أن "هانتسمان تواجد مع أفراد عائلته في موقع المظاهرة صدفة، وغادره فورا بعد أن تبين له ما يجري هناك".

والواقعة الثانية جرت أثناء لقاء باراك أوباما مع طلاب في مدينة شنغهاي، حيث خاطب هانتسمان رئيسه وطرح عليه سؤالا لم يكن متفقا عليه مع منظمي اللقاء، حول رقابة الإنترنت في الصين، مقتبسا مما كان منشورا على موقع البيت الأبيض.

وخاض هانتسمان حملة انتخابات رئاسية فاشلة عام 2012 انسحب منها مبكرا ليدعم المرشح الجمهوري الآخر ميت رومني. ومن مفارقات القدر أن برنامج هانتسمان الانتخابي كان شبيها ببرنامج دونالد ترامب بعد أربع سنوات، فكل منهما رفع شعار "أمريكا أولا"، كما دعا هانتسمان إلى توسيع بناء الطرق والمدارس والمستشفيات في البلاد، وتشييد جدار حدودي مع المكسيك ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

الاختلاف الأبرز بينهما كان يتصل بموضوع التجارة الدولية، حيث انتقد هانتسمان نزعة ترامب الانعزالية وقال إنه "لا يرغب في خوض حروب تجارية"، بينما اتهمه ترامب بخسارة اللعبة مع الصين إبان عمله سفيرا هناك، ووصفه بأنه "ضعيف".

وشغل هانتسمان في عام 2014 منصب رئيس مجموعة أبحاث متخصصة في الشؤون الخارجية في "أتلانتيك كاونسيل" (المجلس الأطلسي)، أحد أشهر مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، الذي اعتبر أن هانتسمان "يجمع في شخصه صفات مفكر عالمي من الدرجة الأولى، ورجل دولة ورجل أعمال".

وفي عام 2016 كان هانتسمان من مؤيدي ترشيح ترامب للرئاسة، قبل أن يطالب بانسحابه بعد الكشف عن تسجيل فيديو يعود إلى عام 2005 لثري العقارات وهو يستخدم عبارات مهينة للإشارة إلى النساء.

لكن الرجلين تصالحا في نهاية المطاف، ليصبح اسم هانتسمان متداولا في قائمة المرشحين لمنصب وزير الخارجية في إدارة ترامب الجديدة، ثم كسفير جديد لدى روسيا.

وبالرغم من أن هانتسمان لا يتكلم الروسية، إلا أن "اعتداله" وصفاته المهنية ربما تجعله مؤهلا لتناول قضايا العلاقات الروسية الأمريكية التي تمر حاليا في مرحلة حرجة، كما أن سمعته كرجل "غير متحيز" قد تساعد ترامب في التصدي لما يواجهه من اتهامات بالتواطؤ المزعوم مع موسكو.

المصدر: وكالات

متري سعيد

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا