وفي كلمة ألقتها في مدينة ديلبروك (شمال غرب ألمانيا)، في إطار حملتها الانتخابية، قالت ميركل: "أود أن أقول بكل وضوح أن جميع المواطنين الأتراك يمكن أن يسافروا إلى هنا". وتابعت: "لا يعتقل هنا صحفيون ولا يلقون وراء القضبان، فتوجد هنا حرية الرأي وسيادة القانون".
وذكرت المستشارة اسم دينيز يوجيل، الصحفي الألماني التركي الذي اعتقلته السلطات التركية منذ أكثر من 200 يوم، بين 12 مواطنا ألمانيا يقبعون في سجون تركيا بتهم سياسية، ويحمل أربعة منهم الجنسيتين الألمانية والتركية.
وأضافت ميركل: " نعتقد أنه لا يوجد سبب واحد لاعتقاله (يوجيل)، شأنه شأن 11 ألمانيا آخرين على الأقل".
"نكتة سيئة"
من جانبه، علق بيتر ألتماير، كبير مستشاري المستشارة الألمانية، بسخرية على الدعوات التي وجهتها الحكومة التركية إلى رعاياها في ألمانيا لتوخي "الحذر" وتجنب التجمعات السياسية خلال الحملات الانتخابية.
وكتب مدير مكتب المستشارية في تغريدة على "تويتر"، ردا على نصائح أنقرة إلى رعاياها في ألمانيا: "تحذير تركيا لرعاياها هو نكتة سيئة".
وحضت تركيا يوم السبت رعاياها، القاطنين في ألمانيا أو المسافرين إليها، على "توخى الحذر والأخذ بعين الاعتبار الوضع في ألمانيا، حيث يمكن التعرض لتصرفات أو اعتداءات عنصرية أو معادية للأجانب".
ويأتى تحذير أنقرة هذا بعد زيادة تحذيرات وزارة الخارجية الألمانية للمسافرين الألمان إلى تركيا، الأمر الذي أثار غضب أنقرة.
وتشهد العلاقات بين البلدين توترا منذ محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز 2016، التي نسبت إلى الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، وهو ما ينفيه دوما.
وتندد ألمانيا من جهتها بشدة بعمليات التطهير التي نفذتها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب واعتقال أكثر من 50 ألف شخص، بينهم من يحمل الجنسية الألمانية، "لأسباب سياسية"، أحدهم مراسل صحيفة "دي فيلت" في تركيا دينيز يوجيل.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بالأسلوب "النازي" تصريحات ميركل ومنافسها مارتن شولتز حول تركيا خلال مناظرة تلفزيونية، يوم الأحد الماضي، تمهيدا للانتخابات التشريعية المرتقبة في 24 من الشهر الجاري.
وخلال المناظرة، أكدت ميركل أنها تؤيد وقف مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي، على خلفية تزايد الانتقادات الحادة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
واعتبر شولتز في تصريحات نشرت على موقع "دير شبيغل" الألماني أن "حكومة أنقرة تفقد توازنها" مضيفا أن "ألمانيا ليست الدولة التي تتقبل إهانات تركيا الموجهة إليها".
المصدر: رويترز + أ ف ب
قدري يوسف