وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة تندد بحزم باضطلاع الجمعية التأسيسية الجديدة في فنزويلا بسلطات تشريعية.
وأضاف البيان "هذا الانتزاع للسلطة يهدف إلى إزاحة المجلس الوطني (الكونغرس) المنتخب ديمقراطيا لتحل محلة لجنة سلطوية تلتف على القانون"، مؤكدا اعتراف واشنطن بالكونغرس هيئة شرعية وحيدة للسلطة التشريعية في البلاد.
وأشار البيان، إلى أنه "طالما استمر نظام (الرئيس نيكولاس) مادورو في تصرفه كديكتاتورية سلطوية، نعبر عن استعدادنا لتوظيف جميع القدرات الاقتصادية والدبلوماسية الأمريكية لدعم شعب فنزويلا الساعي إلى استعادة الديمقراطية".
وكانت الجمعية التأسيسية المنتخبة في نهاية الشهر الماضي، أعلنت الجمعة أنها تمنح نفسها سلطة إصدار القوانين لتحل محل الكونغرس (البرلمان) الذي تقوده المعارضة.
وعمليا لن يغير ذلك كثيرا من الوضع الراهن، فلقد جردت المحكمة العليا التي يهيمن عليها الحزب الاشتراكي الحاكم الكونغرس من صلاحياته، وألغت تقريبا كل القوانين التي أقرها منذ أن هيمنت عليه المعارضة في 2016.
وأصرت ديلسي رودريغيز وهي حليفة لمادورو ورئيسة الجمعية التأسيسية على أن هذه الخطوة لا تعني حل الكونغرس، وهو ما نفاه ورفضه الكونغرس أيضا.
وكانت الجمعية التأسيسية وجهت الدعوة لزعماء الكونغرس الحاليين للانضمام إلى الجلسة، لكنهم لم يحضروا وأصروا على أن الجمعية شكلت بشكل غير قانوني وسلبتهم سلطاتهم.
وقال فريدي غيفارا السياسي المعارض ونائب رئيس الكونجرس على تويتر "(الكونغرس) يحترم الدستور والناس فحسب، ولا نعترف بالجمعية التأسيسية".
وقال الكونغرس عبر تويتر إن برلمانات عدد من دول أمريكا اللاتينية، إضافة إلى إسبانيا وكندا، نددت بـ "تقويض الديمقراطية والنظام الدستوري في فنزويلا"، كونه يسهم في اغتصاب الجمعية التأسيسية لصلاحيات الكونغرس".
ضربة من المدّعية العامة المنشقة
أعلنت المدعية العامة الفنزويلية السابقة، لويزا أورتيغا، التي أصبحت واحدة من أشد المنتقدين لمادورو، امتلاكها أدلة على تورط مادورو ودائرته الضيقة بفضيحة الفساد الكبرى المتعلقة بشركة الانشاءات البرازيلية "أوديربريشت".
وقالت أورتيغا خلال لقاء للمدعين العامين في أمريكا اللاتينية في المكسيك أمس الجمعة شاركت فيه عبر الهاتف: "إنهم مصابون بالقلق والخوف لأنهم يعلمون أننا نملك كل التفاصيل حول التعاون والكميات والأشخاص الذين تحولوا إلى أثرياء، وإنّ التحقيقات تشمل السيد نيكولاس مادورو ودائرته الضيقة".
وكانت شركة "أوديربريشت" قد اعترفت بدفع مئات الملايين من الدولارات كرشى للفوز بعقود في 12 بلدا منها فنزويلا، وهي فضيحة هائلة كان لها وقع على الطبقة السياسية في أمريكا اللاتينية كلها، لكنه لم تظهر أسماء أي من المتورطين في فنزويلا.
هذا، ولجأت أورتيغا مع زوجها أمس الجمعة إلى كولومبيا بعد فرارهما من فنزويلا، على ما أعلنت سلطات الهجرة الكولومبية.
وكانت أورتيغا، قد فتحت تحقيقا في شبهات التزوير التي شابت عملية التصويت لإنشاء الجمعية التأسيسية الوطنية، قبل أن أقيلت من منصبها في 5 من آب/أغسطس بقرار من الجمعية التأسيسية.
وتعرضت أورتيغا بعد ذلك لضغوط مستمرة، إذ اقتحمت القوات الأمنية منزلها، كما أصدرت السلطات مذكرة اعتقال بحق زوجها، وهو محام تحول أيضا إلى معارض لمادورو.
المصدر: وكالات
متري سعيد