وكان وراء الأحداث في تشارلوتسفيل غضب أنصار اليمين المتطرف من حملة السلطات المحلية لمحو أسماء شخصيات "الولايات الكونفدرالية الأمريكية" من تسميات الحدائق والشوارع وإزالة تماثيلهم، إذ تحذو سلطات المدينة في نهجها هذا حذو سلطات ولاية فرجينيا برمتها، التي كانت في الماضي من المعاقل الرئيسية لأنصار العبودية.
وبعد إزالة تمثال للجنرال روبرت لي في تشارلوتسفيل وموجة الاضطرابات، عمت الاحتجاجات ضد التماثيل ودفاعا عنها البلاد برمتها.
وفي مدينة ممفيس بولاية تينيسي قرر النشطاء التخلي عن تمثال رئيس "الولايات الكونفدرالية" جيفيرسون ديفيس. وفي كارولاينا الشمالية اعتقلت الشرطة سيدة سوداء ساعدت في عملية إسقاط نصب تذكاري لجنود جيش الجنوب.
وبعد الاضطرابات في تشارلوتسفيل، دعا محافظ ولاية فرجينيا إلى إزالة كافة التماثيل المرتبطة بـ"الولايات الكونفدرالية الأمريكية"، بينما رفع النائب العام في ولاية ألاباما دعوى ضد السلطات المحلية التي أقامت جدارا ليغطي نصبا تذكاريا ارتفاعه 15 مترا أقيم تخليدا لذكرى الجنود الجنوبيين في الحرب الأهلية.
بدوره اعتبر السيناتور دون خارمون، الذي يمثل ولاية إلينوي، أن هادمي التماثيل التاريخية لا يختلفون عن الإرهابيين.
يذكر أن الشخصيات الجنوبية في الحرب الأهلية قد تحولت إلى رموز لحراك القوميين المتطرفين، لكنها تبقى في الوقت نفسه جزءا لا يتجزأ من الماضي المشترك لجميع الأمريكيين، وتنتشر تماثيلهم في كافة المدن تقريبا جنوبي البلاد، وتعيد عشاق الثقافة الأمريكية الكلاسيكية للعالم الجنوبي الرومانسي الذي وصفته الكاتبة الأمريكية الشهيرة مارغريت ميتشل في روايتها "ذهب مع الريح"، ومن ثم جسدته الممثلة فيفيان لي في الفيلم الشهير الذي يحمل الاسم نفسه.
المصدر: وكالات
أوكسانا شفانديوك