وأضافت الصحيفة أن الخارجية الأمريكية تريد أن تعدّ نيكي هيلي ما تنوي الإدلاء به أو إصداره من تصريحات وبيانات بالتنسيق معها. وطلبت الخارجية في رسالة موجهة إلى مكتب هيلي أن تعتمد المندوبة على "الخطوط العريضة" التي تحضرها الخارجية أو أن تراجع الخارجية نصوص مداخلاتها في حال اختلافها بشكل ملموس عن "الخطوط العريضة" أو في حال تطرق هيلي إلى مواضيع حساسة مثل سوريا وإيران والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكوريا الشمالية.
وتابعت الصحيفة أن مسؤولا أمريكيا، رفض الكشف عن اسمه، قال إن البعض في البيت الأبيض يرون إن هيلي تسعى إلى قدر زائد بعض الشيء من الاهتمام عند صياغة الإدارة سياستها الخارجية، مشيرا إلى أنه لا يعتبر ذلك مشكلة تحتاج إلى حل فوري، فالبيت الأبيض مزدحم بالخلافات، حيث يتنافس العديد من أعضاء الحكومة على مكانة بارزة، وفي حين أن الرئيس ترامب يكن احتراما يرتكز على خلقية الأعمال التجارية للسيد تيلرسون، يقال إنه معجب أيضا بالسيدة هيلي.
وكان هناك تلميح من هذا التوتر يوم الاثنين خلال غداء عمل أقيم في البيت الأبيض لدبلوماسيي مجلس الأمن، حيث سأل الرئيس ضيوفه:"حسنا، هل السيدة نيكي تعجب الجميع؟ وإلا فيمكننا تغييرها بسهولة"، ثم تابع بعد أن ضحك الضيوف قليلا:"لا، لن نفعل ذلك، أعدكم، لن نفعل، إنها تقوم بعمل رائع".
من جانبها، أبدت إيفانكا، ابنة ترامب، دعمها لهيلي، إذ نشرت على تويتر تغريدة تتضمن صورة للسيدة هيلي وسط دبلوماسيي مجلس الأمن مع التعليق: "العالم في أيد أمينة تحت قيادتها". وأعادت السيدة هيلي نشر هذه التغريدة.
ورجح دبلوماسي في مجلس الأمن أن الغداء في البيت الأبيض كان معدا لإظهار المكانة المركزية للسيدة هيلي في الإدارة وقربها من الرئيس. وأضاف الدبلوماسي أنها لم تتكلف بتحديد موقف الادارة في الأمم المتحدة فحسب، بل أنها وسعت نطاق اهتماماتها بشكل كبير ليشمل مجموعة من قضايا السياسة الخارجية.
ومما يزيد الأمر خصوصية، أن السيدة هيلي كانت خلال الحملة الرئاسية الأخيرة واحدة من أشرس النقاد الجمهوريين لترامب.
وتذكر الصحيفة أن الاحتكاك بين وزير الخارجية الأمريكي وسفيرة البلاد لدى الأمم المتحدة أمر روتيني، خاصة عندما يكون السفير شخصية سياسية.
المصدر: صحيفة "نيويورك تايمز"
متري سعيد