وأعادت أنغيلا ميركل إلى الأذهان في مؤتمرها الصحفي المشترك مع ترامب السبت 18 مارس/آذار، أنه سبق لها خلال قمة الأطلسي الأخيرة في بريطانيا أن أعربت عن استعداد ألمانيا لزيادة حجم إنفاقها على "أغراض الدفاع" ضمن حلف الناتو.
موافقة ميركل على زيادة حصة برلين في إنفاق الأطلسي، جاءت حسب المراقبين تلبية لما طالب به دونالد ترامب إبان حملته الانتخابية، حيث كال الانتقادات للأطلسي وشكك بضرورة بقائه بصيغته الحالية، وسط إنفاق أمريكي هائل عليه.
وقال ترامب بهذا الصدد تعقيبا على موافقة ميركل زيادة التمويل: "لقد جددت التأكيد مرة أخرى للمستشارة ميركل على دعمي الكامل للناتو، وعلى ضرورة تسديد الحلفاء ضمنه القيمة العادلة للدفاع" عنهم.
وفي أعقاب المباحثات التي عقدها ترامب مع ميركل، كتب على "تويتر" أن برلين مدينة بمبالغ طائلة للولايات المتحدة وحلف الناتو.
وأضاف: "رغم ما راج من أنباء كاذبة، إلا أن مباحثاتي مع المستشارة الألمانية كانت متميزة للغاية. ومع ذلك، فإن ألمانيا مدينة بمبالغ طائلة للناتو والولايات المتحدة، ولا بد من تسديد مبالغ أكبر لقاء الحصول على دفاع منيع".
وعلى صعيد موقفه إزاء التجارة عبر الأطلسي، وما ينسب إليه من نيته انتهاج سياسة تجارية تعزل الولايات المتحدة، أضاف: "أرفض السياسة الانعزالية، إلا أنني وفي نفس الوقت أؤمن بضرورة ضمان ظروف نزيهة للتجارة. أنا من مناصري التجارة، شريطة أن تدار على أسس شريفة".
الخلافات حول الهجرة ماثلة
رغم حرص ميركل وترامب على توخي الانتقادات المباشرة وإجماعهما المطلق على ضرورة تسوية قضية الإنفاق على الدفاع المشترك، استمر الخلاف في وجهات النظر تجاه قضية الهجرة وسبل معالجتها، حيث جدد ترامب التأكيد على مسامع ضيفته أن الهجرة "امتياز يتم منحه وليس حقا يؤخذ، وأن أمن المواطن يجب أن يتصدر جميع الأولويات".
تحسين العلاقات مع موسكو ضرورة مشروطة
وعلى صعيد العلاقات مع روسيا، أشادت ميركل باستمرار تطابق مواقف بلادها والولايات المتحدة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه سبل التسوية في جنوب شرق أوكرانيا، وقالت: "سررت للغاية حينما علمت بتمسك الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب شخصيا باتفاقات مينسك للتسوية في أوكرانيا، القضية الملحة التي تحتم علينا معالجتها".
وأضافت: "لا بد من إيجاد الحل الآمن والمأمون في أوكرانيا، فيما يتوجب في هذه الأثناء العمل على تحسين العلاقات مع روسيا بعد اتضاح الأمر على هذا الصعيد. اتفاقات مينسك تمثل أرضية جيدة للتسوية، لكننا ومع الأسف لم نتمكن بعد من تحقيق ما نصبو إليه، وسوف نستمر في العمل في هذا الاتجاه بالتعاون مع الخبراء".
يشار إلى أن روسيا لم تعترف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في دونباس جنوب شرق أوكرانيا، لكنها تعهدت بحماية السكان الروس هناك، ومستمرة في تقديم الدعم الإنساني والسياسي للجمهوريتين، وتسعى مع ألمانيا وفرنسا لفض النزاع في أوكرانيا عبر مفاوضات مينسك للتسوية التي تضم روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، ومن خلال مشاورات "رباعية نورماندي" التي تعقد على مستوى وزراء خارجية بلدان مجموعة مينسك الأربعة.
المصدر: RT
صفوان أبو حلا