وجاءت خطوة الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد، ردا حسب قياداتهما على الحصار الجائر الذي فرضه القوميون المتطرفون على جنوب شرق أوكرانيا لتضييق الخناق على تجارته مع أوكرانيا، وبتواطؤ من السلطات في كييف التي لم تحرك ساكنا لإزالة العوائق التي وضعها العنصريون على السكك الحديدية، وفض الاعتصامات التي نظموها هناك.
كما أعلنت الجمهوريتان في أعقاب تأميم المؤسسات الإنتاجية المشار إليها، اعتماد الروبل الروسي عملة رسمية أولى على أراضيهما، تدفع بها أجور العاملين ومعاشات المتقاعدين ويدار النشاط التجاري بها.
الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، اعتبر إعلان دونيتسك ولوغانسك تأميم المؤسسات المشار إليها، دليلا إضافيا "على الاحتلال الروسي لجنوب شرق أوكرانيا وأن روسيا، تكون بذلك قد صادرت عمليا أصولا أوكرانية حكومية وخاصة".
وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده سوف "تستمر في المطالبة بتشديد العقوبات على من "نهبوا" المؤسسات الأوكرانية"، في إشارة ضمنية إلى روسيا.
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الأوكرانية سفياتوسلاف تسيغولكو بدوره، كتب بهذا الصدد على صفحته في "فيسبوك": "لن تبقى هذه الممارسات بلا عقاب وأوكرانيا سوف تطالب بتشديد العقوبات على من سرق المؤسسات الأوكرانية، والمباحثات التي أجريت مع وزيري الخارجية البريطاني والبولندي، ركزت على هذه القضية حصرا".
يذكر أنه سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأصدر مؤخرا مرسوما خاصا تضمن اعتراف روسيا الاتحادية بالوثائق الرسمية الصادرة عن دونيتسك ولوغانسك للتخفيف من وطأة الحصار الذي تفرضه أوكرانيا عليهما، وتحرير حركة السكان فيهما بما يخدد دخولهم روسيا الاتحادية والإقامة والدراسة والعمل على أراضيها.
يشار إلى أن روسيا لم تعترف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في دونباس جنوب شرق أوكرانيا، لكنها تعهدت بحماية السكان الروس هناك، ومستمرة في تقديم الدعم الإنساني والسياسي للجمهوريتين، وتسعى مع ألمانيا وفرنسا لفض النزاع في أوكرانيا عبر مفاوضات "مينسك" للتسوية التي تضم روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، ومن خلال مشاورات "رباعية نورمندي" التي تعقد على مستوى وزراء خارجية بلدان مجموعة مينسك الأربعة.
وقبل مفاوضات "مينسك"، أطلقت السلطات الأوكرانية في أبريل/نيسان 2014 عملية عسكرية لـ"مكافحة الإرهاب" ضد الجمهوريتين، في أعقاب ما سمي بـ"ثورة الميدان" في كييف التي أطاحت بحكم فيكتور يانوكوفيتش، وأوصلت القوى اليمينية المتطرفة في أوكرانيا إلى السلطة، الرافضة للتكامل مع روسيا والمطالبة بدمج أوكرانيا في فضاء الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وتفيد بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، بأن النزاع في جنوب شرق أوكرانيا، قد أسفر منذ اندلاعه عن سقوط زهاء 9.5 ألف قتيل وإصابة 22 ألفا آخرين، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف عن مناطقهم هناك.
المصدر: RT ووكالات روسية
صفوان أبو حلا