وقال سبايسر في موجز صحفي أجراه الثلاثاء 14 فبراير/شباط: " لقد أفهم الرئيس بوضوح أنه يتوقع من الحكومة الروسية تقليص مستوى العنف في أوكرانيا وإعادة القرم" إلى أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، يعول ترامب تماما على امكانية تطبيع العلاقات مع روسيا ،خلافا للإدارات السابقة، لحل القضايا العديدة التي يواجهها المجتمع الدولي، مثل التهديدات من قبل داعش والإرهاب، وفقا لسبايسر.
وعند تطرقه إلى مسألة العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن استراتيجية الولايات المتحدة إزاء العقوبات لم تتغير.
أما مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي مايكل فلين، الذي قدم استقالته الثلاثاء عقب اتهامه بتسريب معلومات تتعلق باحتمال رفع العقوبات عن روسيا من قبل إدارة ترامب، خلال مكالمات هاتفية مع السفير الروسي لدى واشنطن قبل تنصيب ترامب، فأكد سبايسر أن الرئيس ترامب لم يكلف مستشاره بمناقشة الموضوع مع السفير الروسي، ولم يكن على دراية بمحادثات فلين قبل تنصيبه، وفقا لسبايسر.
وفي أول ردود أفعال من قبل روسيا، شدد فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) في حديث لوكالة "نوفوستي" على أنه "لا يمكن أن تكون هناك وجهتا نظر بشأن القرم.. إن القرم جزء من روسيا وتبقى كما هي، ولا تخضع للمساومة بين الولايات المتحدة وروسيا، مهما كان الرهان على ذلك".
وأضاف أن المطالبة بإعادة القرم لأوكرانيا أمر مستحيل، يشبه المطالبة بعودة منطقة ألاسكا لروسيا.
بدوره، ربط رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) ليونيد كالاشنيكوف، بين تصريحات البيت الأبيض حول إعادة القرم لأوكرانيا والضغوطات الداخلية في الولايات المتحدة التي يتعرض لها الرئيس ترامب.
ورجح أن "ترامب، على ما يبدو، يستسلم للضغط"، مشيرا إلى أن ما أدلى به المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية يختلف عن وعود ترامب بإعادة النظر في موضوع القرم والتفكير في احتمال الاعتراف بضم شبه الجزيرة (القرم) إلى روسيا".
فيما اعتبر السيناتور أوليغ موروزوف، المسؤول السابق عن إدارة السياسة الداخلية في الكرملين، أن على البيت الأبيض الامتناع عن توجيه طلبات إلى موسكو لا يمكن قبولها من حيث المبدأ. وأوضح موروزوف أن تخلي روسيا عن سيادتها على القرم أمر لا يمكن النظر فيه بجدية".
وكانت السلطات الأوكرانية بدأت، في أبريل/نيسان 2014، عملية عسكرية ضد سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، اللتين أعلنتا استقلالهما عن كييف من طرف واحد، تعبيرا عن معارضتهما للانقلاب الذي وقع في أوكرانيا في شهر فبراير/شباط من العام نفسه.
أما شبه جزيرة القرم (التي كانت جزءا من الامبراطورية الروسية وثم من الدولة السوفيتية التي كانت تضم أيضا أوكرانيا، انتقلت إداريا في عام 1954 من قوام روسيا السوفيتية إلى قوام أوكرانيا السوفيتية، وذلك بموجب مرسوم أصدره الزعيم السوفيتي آنذاك نيكيتا خروشوف، لاعتبارات اقتصادية في المقام الأول)، فعادت لتكون جزءا من الدولة الروسية بعد استفتاء جرى يوم 16 مارس/آذار 2014.
وتتهم كل من أوكرانيا والدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة، روسيا بدعم "التمرد الانفصالي" في جنوب شرق أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو بحزم، إضافة إلى اتهامها لروسيا بضم القرم بطريقة غير شرعية.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية مرارا أن سكان القرم، أجروا استفتاءهم بطريقة ديمقراطية، بما يتفق تماما مع بنود القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وصوتوا لصالح العودة إلى روسيا.
وأكدت موسكو على ضرورة احترام وقبول هذا الخيار الديمقراطي، لأنه يمثل خيار أغلبية سكان القرم، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ملف القرم "أغلق إلى الأبد".
المصدر: وكالات
إينا أسالخانوفا، قدري يوسف