وكتب سانشيز في موقع Politico أن العالم يمر بمرحلة من الاضطراب، وأن المبادئ التي حافظت على استقرار العالم لعقود باتت مهددة، فيما تنتشر المعلومات المضللة بحرية.
وأوضح أن أسس دولة الرفاه الاجتماعي، التي وفرت أطول فترة ازدهار في التاريخ البشري، تتعرض اليوم للتشكيك من قبل حركة عابرة للحدود من أقصى اليمين، التي تتحدى قدرة الأنظمة الديمقراطية على تقديم حلول جماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأشار سانشيز إلى أن أوروبا تقف كجدار مقاومة في مواجهة هذه الهجمات، وأن الاتحاد الأوروبي كان ويجب أن يظل ملاذا للقيم التي تدعم ديمقراطياته وتماسكه وحريته. ومع ذلك، شدد على أن القيم وحدها لا تكفي لتأمين حياة الناس، خصوصًا في ظل أزمة السكن الماسة.
وقال: "إذا لم نتحرك، فإن أوروبا تواجه خطر أن تصبح ملاذا بلا منازل".
وأكد أن أزمة السكن تدمر مستوى المعيشة في مختلف دول القارة، موضحا أن أسعار المنازل ارتفعت بنسبة 60 بالمئة بين عامي 2010 و2025، بينما ارتفعت الإيجارات بنسبة تقارب 30 بالمئة، مع تزايد الأسعار ثلاث مرات في دول مثل إستونيا والمجر.
وأضاف أن الأسر في المدن المكتظة أو السياحية تنفق أكثر من 70 بالمئة من دخلها على الإيجار، فيما لم يعد بإمكان الأفراد ذوي الوظائف المستقرة في مدن مثل مدريد ولشبونة وبودابست العيش في مناطق عملهم أو حيث نشأوا.
وأوضح سانشيز أن 93 مليون أوروبي، أي واحد من كل خمسة، يعيشون تحت خطر الفقر أو الاستبعاد الاجتماعي، وأن حوالي نصف الأوروبيين يعتبرون السكن "مشكلة عاجلة وفورية"، مشددا على أن السكن، الذي يجب أن يكون حقًا أساسيًا، أصبح فخًا يعيق حاضر الناس ويهدد مستقبلهم ويؤثر على تماسك أوروبا ونموها الاقتصادي وازدهارها.
وأكد سانشيز أن تحويل المنازل إلى أدوات للمضاربة أمر غير مقبول، وأن 71 بالمئة من الأوروبيين يعتقدون أن الأماكن التي يعيشون فيها بحاجة إلى مزيد من الضوابط على المضاربة العقارية، مثل فرض ضرائب على الإيجارات الشاغرة أو تنظيم الإيجارات قصيرة الأجل. وأضاف: "عندما يكون الاختيار بين الربح والناس، نختار الناس، وهذا الاختيار لا يمكن تأجيله أكثر من ذلك".
المصدر: Politico