وكتب كوساتشوف في قناته على "تلغرام": "استثمر الأمريكيون لعقود في بناء عالم أحادي القطب بمركز قوة وحيد وهو الولايات المتحدة. دفنت الربع الأول من القرن الحادي والعشرين هذا المشروع. فمراكز القوة تتعدد، والحلفاء الموالون للولايات المتحدة ممثلين في أوروبا عبر الأطلسي لم يعودوا كما كانوا، لم يعودوا قادرين على المسايرة. الاستثمارات لم تؤت ثمارها.. ومن هنا، من وجهة نظري، يأتي هذا التحول الحاد الحالي لترامب والذي وجد بالفعل تجسيدا مفاهيميا في النسخة المحدثة من الاستراتيجية الوطنية".
وأشار إلى أنه من المهم أن نفهم أن الوسائل هي التي تتغير، وليس الهدف، موضحا: "لم يتخل أحد عن مهمة القيادة العالمية للولايات المتحدة، وخاصة ليس "ماغا-ترامب" (MAGA-Trump) ببساطة.
وكتب عضو مجلس الشيوخ: "وبهذا المعنى، لم تحالف الحظ أوكرانيا للمرة الألف. أولًا أخطأت في تحديد الهدف (التخلص من روسيا وكل ما هو روسي)، ثم - في الأبطال الوطنيين للماضي وقادة الحاضر، ثم - في التكامل عبر الأطلسي في الدستور، والآن - في الحلفاء في الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال يبدو جذابا".
ووفقا له، فاتضح أن الأوروبيين كانوا بحاجة إلى أوكرانيا بنفس الطريقة التي كانت فيها حاجة مؤسسي "الناتو" إليها في وقتها: لإبقاء الولايات المتحدة في الداخل وروسيا في الخارج. "الأمريكيون لم يعودوا قادرين على لعب هذه الألعاب - مكلفة للغاية، وروسيا - لا تريد، فقد وجدت نفسها".
وخلص كوساتشوف بالقول إنه بهذا المعنى يربح أولئك الذين أدركوا جوهر اللحظة في الوقت المناسب. وتابع: "روسيا والمتفقون معها في بناء عالم متعدد الأقطاب - أدركوا ذلك منذ فترة طويلة. والولايات المتحدة - بدأت تدرك. والاتحاد الأوروبي - لا يفهم أي شيء حتى الآن. وأوكرانيا، على أي حال في شكلها الحالي - بلا فرصة على الإطلاق للفهم، سواء لنفسها أو للعالم المتغير".
المصدر: نوفوستي