ولفتت القناة إلى فكرة تخيّل مشهد قمر "أوفك" الإسرائيلي وهو يحلّق فوق البحر المتوسط، ثم تُغيَّر زاوية عدسته فجأة من دون أمر ظاهر، أو وصول أوامر غير معروفة — وتساءلت عمّن يمكن أن يكون المسؤول: خطأ بشريا أم جهةً تتقن لغة الأقمار الصناعية؟
وأوضحت أن القمر الصناعي يبدو صلبا ومجهزا بأطنان من الألومنيوم ومجسّات وهوائيات، ويسير بسرعة تقارب ثمانية كيلومترات في الثانية، لكنها ذكّرت بأن كل ذلك محكوم بحاسوب، وحيثما يوجد كود هناك دائمًا باب للولوج، وحيثما يوجد باب يوجد من يملك أدوات الاختراق الرقمية.
وأشارت القناة إلى مثال سابقة لتبيّن المخاطر: في 1998 اخترق قراصنة حواسب وكالة ناسا قمرا بحثيًا اسمه "روزات" وأصدروا أوامر له للنظر مباشرة نحو الشمس فتعطّل، ووصفت ذلك بأول حالة "انتحار" صناعي بقصد إلكتروني.
وذكرت "I24" أنه حتى "جماعات حرب عصابات"، مثل نمور التاميل، سبق أن بثّت مواد دعائية عبر قمر صناعي تجاري سيطرت عليه.
وأشارت القناة إلى أنه إذا اخترق شخص قمر "أوفك"، فسوف يواجه القمر ترددات دقيقة وأوامر مشفّرة، ولأن القمر لا يَسأل عند مطابقة التوقيع أو عند السيطرة على محطة التحكم، فقد ينفّذ أي أوامر مزيفة — من توجيه الكاميرا إلى مواقع حساسة إلى تنزيل أرشيف صور أو بث دعاية، وما قد يترتب عن ذلك من اتخاذ قرارات خاطئة استنادا إلى معلومات زائفة، وكل ذلك دون إطلاق رصاصة واحدة.
وبينت أن القمر الصناعي ليس قابلا للسحب إلى المرأب، لذلك تدافع إسرائيل عن "أوفك" بهوس، لكن حتى أكثر وسائل الحماية تعقيدًا في العالم لا تنفع إذا ضغط شخص على الملف الخطأ. ولذلك فإن معظم المخاطر تكمن على الأرض، فمحطات التحكم هي الهدف الحقيقي، ولذا تفصل إسرائيل أنظمة التحكم تماما عن الإنترنت: لا واي فاي، ولا أجهزة USB، ولا تحديثات عشوائية — فقط أنظمة تشفير متجددة باستمرار.
وحسب االقناة، فإن أنظمة الحماية هذه صممت لقطع الاتصال فورا أو الانتقال إلى "وضع الإغلاق" عند اكتشاف شذوذ ما، وليس من المستبعد أن يحدث هذا مع قمر مثل "أوفك".
وأكدت "I24" أنه بالرغم من ذلك، لا شيء محصن حقا. ففي عصر "تطور فيه دول أجهزة ليزر يمكن إعماء كاميرات التجسس، وتختبر أخرى أنظمة تجعل القمر الصناعي يظن أنه فوق منطقة معينة بينما هو في الواقع فوق منطقة أخرى، لا يمكن التغاضي أو التغافل عن كل هذا"، وفق قولها.
ولفتت القناة إلى الخلاصة التالية: نظريا يمكن اختطاف قمر صناعي إسرائيلي من الفضاء، عمليا يتطلب ذلك تجاوز طبقات تشفير معقّدة، والبث على التردد الصحيح، وإقناع القمر بأن المرسل طرف يوثق به.
المصدر: "I24"