وقال الرئيس التركي السابق عبد الله غل (رفيق درب الرئيس رجب طيب أردوغان) في تعليقه على توقيف أكرم إمام أوغلو: "دعونا نتذكر، كيف أن الضمير العام لم يقبل يوما الظلم الذي تعرضنا له أنا والسيد رجب طيب أردوغان في وقت سابق.. لا ينبغي تكرار مثل هذه الأخطاء بحق أكرم إمام أوغلو الذي انتخب رئيسا للبلدية بإرادة الشعب.. مثل هذه الاضطرابات لم تجلب يوما الخير لأي طرف في تركيا، لا للسلطة ولا للمعارضة، ولن تجلبه في المستقبل أيضا، يجب ألا نفقد ميزان العدالة والحق، وإلا فإن الخاسر سيكون تركيا.. إذا ضاع القانون والعدالة، ستخسر تركيا".
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة "قرار" المعارضة والتي تتبع لرئيس الوزراء، وزير الخارجية التركي السابق أحمد داوود أوغلو: "لقد تابعت بقلق العملية التي بدأت باعتقال رئيس بلدية إسطنبول والعديد من الآخرين في الأيام الأخيرة.. من المحزن حقا أن نصل إلى هذه العملية التي حظيت بتغطية واسعة في الصحافة الأجنبية داخل تركيا وخارجها".
وتابع عبد الله غل قائلا: "لسوء الحظ، كان هناك بعض الاضطرابات في وطننا في الأيام الأخيرة"، مردفا بالقول: "في حين أن هناك ما يقرب من ثلاث سنوات حتى الانتخابات القادمة ويمكن حل بعض المشاكل من خلال الحوار السياسي والصيغ السياسية، لأن البقاء في مثل هذه الاضطرابات لن يدفعنا إلى الأمام".
وصرح بأنه "ليس لدينا ترف العودة بالزمن إلى الوراء، والتعرض لمشاكل مماثلة مرة أخرى.. ولم تكن هناك حاجة إلى مبادرات تمهد الطريق لذلك".
وأكد في تصريحاته أنه لا فائدة من تصعيد التوتر بين الحكومة والمعارضة، مشددا على أن مثل هذا الوضع غير قابل للاستمرار.
وأفاد الرئيس السابق: "ولذلك، ومع بقاء الكثير من الوقت حتى الانتخابات المقبلة، فمن غير المناسب أن نواصل سياسة تهيمن عليها لغة الصراع ولا يمكننا أن نعرف مسبقاً ما سيحمله الغد"
ودعا عبد الله غل إلى تجنب ما من شأنه استفزاز المواطنين، موضحا أنه ورغم أنه ينبغي القيام بذلك بعناية فإنه لا ينبغي تقييد حرية المواطنين في تلقي المعلومات.
وأشار إلى أنه ينبغي أن ندرك جيدا التأثيرات المحتملة للأحداث التي تجري اليوم على مستقبل تركيا القريب والبعيد، بدءا من الاقتصاد وحتى السياسة الخارجية، مشددا على ضرورة تهدئة هذا التوتر في أقرب وقت ممكن.
وأوضح أنه في هذه العملية الصعبة التي يمر بها العالم والمنطقة، ليس هذا هو الوقت المناسب للاستقطاب، مبينا أن الهدف المشترك هو دفع تركيا إلى الأمام ضمن نطاق سيادة القانون والقيم الديمقراطية دون أن ننسى أن الطرق الأخرى لن تجلب السعادة ولا الرخاء لتركيا.
وأعلنت السلطات التركية الأربعاء الماضي اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بتهم تتعلق بقيادة عصابة متورطة في الفساد والرشاوى.
وشملت الاعتقالات عددا كبيرا من مسؤولي بلدية اسطنبول الكبرى وبلديات المناطق التابعة لها، وجميعهم محسوبون على المعارضة التركية.
يذكر أن إمام أوغلو الذي يعد أحد أبرز وجوه المعارضة التركية ومنافسا محتملا للرئيس رجب طيب أردوغان، كان قد أثار جدلا واسعا في السنوات الأخيرة بسبب نجاحاته الانتخابية ومواقفه المناهضة لسياسات الحكومة.
المصدر: موقع "karar" التركي