التقرير، الذي أصدره جهاز مكافحة التجسس السوفيتي، يكشف تفاصيل عملية "دولينا"، التي هدفت إلى تأمين المؤتمر الذي عُقد في شبه جزيرة القرم في فبراير 1945.
ووفقًا لبيان صادر عن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، شارك في العملية 1200 عنصر من مختلف هيئات الأمن السوفيتي، حيث تم خلالها اعتقال عدد كبير من عملاء الاستخبارات الألمانية والرومانية الذين كانوا يعملون في المنطقة. كما تم تحديد واعتقال العديد من الخونة المحليين الذين تعاونوا مع قوى المحور.
مؤتمر يالطا: لحظة فاصلة في التاريخ
عُقد مؤتمر يالطا في الفترة من 4 إلى 11 فبراير 1945 في مدينة ليفاديا بمنطقة يالطا في القرم. وشهد المؤتمر مشاركة الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت. كان هذا المؤتمر الثاني ضمن سلسلة من الاجتماعات الكبرى التي عُرفت باسم "الثلاثة الكبار"، حيث سبقه مؤتمر طهران في نوفمبر 1943، وتلاه مؤتمر بوتسدام في يوليو 1945.
اتخذ القادة في يالطا قرارات حاسمة ساعدت في تعبئة قوات الحلفاء لتحقيق النصر النهائي على ألمانيا النازية واليابان. كما وضع المؤتمر الأسس للنظام العالمي الجديد بعد الحرب، بما في ذلك إنشاء الأمم المتحدة، التي لا تزال تلعب دورًا رئيسيًا في العلاقات الدولية حتى اليوم.
إرث مؤتمر يالطا وتداعياته
على الرغم من الأهمية التاريخية لمؤتمر يالطا، فإن العديد من الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين القوى الثلاث لم تُنفذ بالكامل بسبب اندلاع الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والحلفاء الغربيين، والتي بدأت في ربيع عام 1946. كما أن قرارات مؤتمر برلين (بوتسدام) اللاحق، الذي هدف إلى تنفيذ اتفاقات يالطا، واجهت تحديات كبيرة في التطبيق بسبب التباينات السياسية والأيديولوجية بين الحلفاء السابقين.
يُعد رفع السرية عن هذا التقرير خطوة مهمة تسلط الضوء على الجوانب الأمنية المعقدة التي رافقت أحد أهم المؤتمرات الدولية في القرن العشرين، وتُظهر الجهود الكبيرة التي بذلها الاتحاد السوفيتي لضمان نجاح هذا الحدث التاريخي.
المصدر: نوفوستي