جاء ذلك في حديث سافونوف لوكالة "نوفوستي"، حيث تابع: "يقوم الغرب الآن بإعداد مولدوفا لحرب ضد روسيا وبريدنيستروفيه (التي أعلنت استقلالها من جانب واحد). ونواب أحد الأعضاء الرسميين في رابطة الدول المستقلة يعلنون عن (سياسة عدوانية متعمدة ضد روسيا) على أراضي جمهورية مولدوفا. والتهديد واضح ومحدد ضد القوات الروسية، التي يزعمون أنها (منتشرة بشكل غير قانوني على أراضي الجمهورية)، إضافة إلى التشكيلات المسلحة التابعة لجمهورية بريدنيستروفيه".
وكان برلمان مولدوفا قد وافق في وقت سابق على استراتيجية الدفاع الوطني للأعوام 2024-2034، والتي تنص على ضرورة زيادة ميزانية الدفاع للبلاد إلى 1% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. وتؤكد الوثيقة كذلك على أن الوحدة العسكرية الروسية في بريدنيستروفيه والتشكيلات العسكرية المحلية تشكل تهديدا للأمن القومي لمولدوفا. وتنص الاستراتيجية الجديدة على أن مولدوفا تسعى جاهدة أيضا إلى الاندماج الكامل في الهياكل العسكرية للاتحاد الأوروبي، وتخطط لتكثيف المشاركة في عمليات حفظ السلام والمهام المدنية للاتحاد الأوروبي، والتعاون الوثيق مع "الناتو" هو الضامن للأمن.
ولفت النائب سافونوف إلى حقيقة أن السلطات المولدوفية ترى حليفها الرئيسي في "الناتو"، الذي ارتكب منذ التسعينيات أعمالا عدوانية ضد دول ذات سيادة. ووفقا له، فإن كيشيناو تسلط الضوء على رومانيا كشريك خاص من الناحية العسكرية، فيما صرحت رئيسة مولدوفا مايا ساندو سابقا لوسائل الإعلام بأنها ستصوت في استفتاء لصالح انضمام مولدفا إلى رومانيا، وتابع النائب: "إن النص في استراتيجية الدفاع الوطني الخاص بأن الحكومة الحالية تنوي حل قضية (بريدنيستروفيه) سلميا يبدو غير مقنع على هذه الخلفية، إضافة إلى أنه في الفترة من 2022-2024 يتم ضخ مولدوفا بأسلحة غربية، وهناك مناورات عسكرية مستمرة مع الجيش الأمريكي بما في ذلك فيما يخص عمليات الإنزال الجوي والاستيلاء على المدن".
وقد أعلنت جمهورية بريدنيستروفيه "ترانسنيستريا" استقلالها عن جمهورية مولدوفا في 2 سبتمبر 1990، بعد أن أعلن نواب المجلس الأعلى لجمهورية مولدوفا الاشتراكية السوفيتية في يونيو 1990 عن سيادة الجمهورية واستقلالها وتوجهها نحو الوحدة مع رومانيا. ولم تعترف مولدوفا بانفصال بريدنيستروفيه، ولا يزال وضع المنطقة دون حل. حيث تعتبر مولدوفا بردنيستروفيه أرضا تابعة لها "تحتلها روسيا"، بينما يعيش في بردنيستروفيه 213 مواطن روسي، ومجموع السكان وفقا لخدمة الإحصاء الحكومية لعام 2021 بلغ 465800 نسمة، واللغات الرسمية هي المولدوفية والروسية والأوكرانية.
وتقع على أراضي بريدنيستروفيه مدينة كولباسنا التي تضم مستودع الذخيرة الذي كان الترسانة الاستراتيجية لمنطقة أوديسا العسكرية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، وبعد انسحاب القوات السوفيتية من جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا وتشيكوسلوفاكيا وغيرها من الدول الأوروبية الشرقية التي كانت تتبع لحلف وارسو، جلبت جميع الأسلحة والذخيرة إلى هذا المستودع.
وبحلول عام 2016، وفقا لتقديرات مختلفة، يحتوي المستودع على 19-22 ألف طنمن الذخيرة (قذائف وقنابل وألغام وقنابل يدوية وخراطيش)، بحجم نحو 2500 عربة قطار، من بينها 57% منها انتهت صلاحيتها ولا يمكن استخدامها أو نقلها.
ويقول المحللون إن الانفجار المحتمل لهذا الكم من الذخيرة سيكون مشابها لانفجار القنبلة النووية التي يبلغ وزنها 10 كيلو طن، التي ألقيت على هيروشيما في 1945.
المصدر: نوفوستي+RT