وأضاف جاتراس: "لا أعتقد أنه يمكن تجنب هذا الانهيار، بل على العكس كلما تأخر حدوثه كانت العواقب أسوأ، لقد تفكك الاتحاد السوفيتي بشكل شبه معجزة مع حد أدنى من العنف، بالرغم من أن أحدا لم يتوقع سيناريو كهذا، أما الولايات المتحدة فقد تسحب العالم بأسره معها إذا قمنا بإشعال حرب كبيرة، لأن النخبة الحاكمة لدينا والتي تسعى للهيمنة العالمية، لا ترغب في التخلي عن هذا الدور".
ووفقا له، فإن الوضع الحالي في الولايات المتحدة يشبه السنوات الأخيرة للاتحاد السوفيتي، قائلا: "نحن نمر بمرحلة طويلة يمكن أن نطلق عليها "ركود بريجنيف"، ففي حقبة ما حاول ميخائيل غورباتشوف إنقاذ النظام عبر زعزعته، لكنه انتهى بأن أصبح المحفز للانهيار الذي كان يسعى لمنعه"، وفي زمننا يمكننا القول إن شخصية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تشبه إلى حد ما شخصية غورباتشوف، فهو يعتقد أنه يستطيع إنقاذ الإمبراطورية الأمريكية من خلال جاذبيته ومحاولاته لزعزعة النظام، لكن هذا سيتسبب بمزيد من عدم الاستقرار".
وأضاف أن "الولايات المتحدة بخلاف الاتحاد السوفيتي لا تمتلك اليوم خصما جيوسياسيا واضحا، بينما كان لدى الاتحاد السوفيتي الغرب كخصم واضح، أما نحن، فلا يوجد لدينا خصم بهذا الوضوح، ويمكن القول إن هذه الأطراف تشمل بريكس وروسيا والصين وإيران، لكن يبقى السؤال ما إذا كانوا سيحاولون التفاوض معنا لتمديد هذه الفترة من الفساد، أم سيتخذون خطوات لتسريع انهيارنا".
ويرى جاتراس أن الأزمة الحالية في الولايات المتحدة هي نسخة طويلة الأمد من الأحداث التي شهدها الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات، مضيفا: "إنه سؤال دقيق للغاية، كيف ستتصرف روسيا والصين وإيران ودول أخرى في هذه الظروف لإدارة العملية من جانبهم، وهل سيتمكنون من الخروج من هذا الوضع بطريقة سلمية نسبيا؟".
واختتم حديثه قائلا: "لا أعتقد أن التفاوض معنا هو طريقة فعالة، ولكن سنرى"
المصدر: نوفوستي