مجموعة بحرية ضاربة تتكون من البارجة أمير ويلز والطراد ريبال وأربعة مدمرات اصفر حجما كانت غادرت في 8 ديسمبر 1941 مياه سنغافورة في مهمة لاعتراض مجموعة من السفن الحربية اليابانية كانت تبحر إلى كوتا بهارو الواقعة في القسم الشمالي الشرقي لشبه جزيرة ماليزيا.
رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل كان أمر صيف عام 1941 بإرسال السفينتين الحربيتين الضخمتين أمير ويلز وريبال إلى سنغافورة في محاولة لوقف تمدد اليابانيين في أعقاب احتلالهم في سبتمبر 1940 لمنطقة الهند الصينية الفرنسية وتمركز قواتهم على أراضي فيتنام وكمبوديا. هاتان السفينتان الكبيرتان كانتا تعدان السند الرئيس للقوات البريطانية في جنوب شرق آسيا.
كان البريطانيون يعتقدون أن قوتهم البحرية الضاربة هذه وكانت تحت قيادة الأدميرال توماس فيليبس، قادرة على التعامل بسهولة مع جميع السفن الحربية اليابانية في المياه المفتوحة مهما كان عددها.
تقدمت المجموعة البحرية البريطانية الضاربة إلى الشمال في بحر الصين الجنوبي بعد ظهر يوم 10 ديسمبر 1941 لمنع السفن الحربية اليابانية من تنفيذ عمليات إنزال في ماليزيا والفلبين. قبالة سواحل كوانتان في ماليزيا ظهرت فجأة في السماء 85 قاذفة قنابل وطوربيد يابانية من ذات المحركين وبدأت المعركة.
على مدى ساعتين هاجمت الطائرات القاذفة اليابانية المجموعة البحرية البريطانية الضاربة، وتبين أن مدفعية السفن البريطانية المضادة للطائرات عاجزة تماما عن مواجهة الطائرات اليابانية المهاجمة. موجات من الطائرات اليابانية شنت غارات على القطع البحرية البريطانية وتمكنت من إصابة الطراد ريبال بعشرين قذيفة طوربيد والبارجة أمير ويلز بعشرة، واغرقتهما. في هذه المعركة البحرية تبين أن الطوربيدات أكثر فعالية في مواجهة السفن الكبيرة من القنابل.
اليابانيون كانوا أدركوا أثناء هجومهم المدمر على قطع الأسطول الأمريكي المتمركز في المحيط الهادئ في القاعدة البحرية بميناء بيرل هاربر بجزر هاواي في 7 ديسمبر 1941، فعالية الطائرات الحربية في مواجهة السفن المقيدة بظروف الميناء، وبعد ثلاثة أيام أدركوا أن الطائرات القاذفة فعالة أيضا حتى في المياه المفتوحة حيث يمكنها المناورة وإطلاق المدافع المضادة للطائرات في مختلف الاتجاهات. المعركة ضد قطع الأسطول البريطاني في بحر الصين الجنوبي في 10 ديسمبر 1941 غيرت في ذلك الوقت مفاهيم الحرب البحرية السائدة وانتزع سلاح الجو الأفضلية من القوات البحرية.
هذه المعركة بحسب الخبراء كان يمكن أن تكون نتيجتها مختلفة لو أبحرت المجموعة البريطانية البحرية الضاربة تحت غطاء جوي قوي. الادميرال البريطاني توماس فيليبس الذي قاد المجموعة لم يستعن بطيران الاستطلاع للكشف عن انطلاق القاذفات اليابانية التي انطلقت من قواعد في منطقة الهند الصينية، كما لم يفكر في طلب دعم جوي حتى بعد بدء المعركة الخاسرة.
الطائرات الحربية البريطانية المقاتلة وصلت إلى المنطقة بعد نصف ساعة من انتهاء المعركة، ولم تصل إلا ثماني فقط. وهذا العدد غير كاف لمواجهة الأسراب الجوية اليابانية الكبيرة.
اليابانيون تمكنوا في هذه المعركة من تدمير أهم سفينتين ضخمتين بريطانيتين في المنطقة، لكنهم في نفس الوقت عجزوا عن إغراق المدمرات الأربع الأصغر، إلا أنهم أكدوا في عمليتين عسكريتين ضخمتين بفاصل ثلاثة أيام أن الطائرات الحربية أصبح لها منذ ذلك الحين اليد الطولى في أي حرب.
المصدر: RT