وقال جندي في الجيش الإسرائيلي يدعي يوفال غرين (26 عاما) للهيئة البريطانية إنه تطوع للقتال بعد هجوم 7 أكتوبر، مشيرا إلى أنه يومها "لم يكن هناك شك في ضرورة تلبية النداء والالتحاق بالخدمة العسكرية، إذ كان لا بد من إعادة الرهائن إلى ديارهم".
وأفاد بأنه شاهد أشياء لا يمكن تجاهلها في حرب غزة، قائلا: "أتخيل ذلك كأنه نهاية العالم، تنظر إلى يمينك، تنظر إلى يسارك، كل ما تراه هو المباني المدمرة، المباني المتضررة بالنيران، والصواريخ، وكل شيء، هذه هي غزة الآن".
وأكد أنه بعد مرور عام، يرفض العودة للقتال. وهو أحد الموقعين على رسالة مفتوحة، وقع عليها أكثر من 165 جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي - على أقل تقدير - وعدد أقل من الجنود الدائمين، يرفضون فيها الخدمة العسكرية أو يهددون برفضها ما لم يتم إعادة الرهائن، وهو الأمر الذي يتطلب اتفاق وقف إطلاق نار مع حماس.
وقالت الـBBC إن هناك عامل آخر يلعب دورا لدى بعض جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، وهو الإرهاق.
ووفقا لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية، فإن عددا متزايدا يتقاعس عن الالتحاق بالخدمة، وحسب مصادر عسكرية هناك انخفاض بنسبة تتراوح بين 15 إلى 25 في المئة في الاستجابة لطلب الانضمام للخدمة العسكرية، ويرجع ذلك إلى الإرهاق بسبب فترات الخدمة الطويلة المطلوبة منهم.
وقال يوفال: "لقد أمرونا بحرق منزل، وذهبت إلى قائدي وسألته: لماذا نفعل ذلك؟ وكانت الإجابات غير كافية. لم أكن على استعداد لحرق منزل دون أسباب منطقية، ودون أن أعرف أن هذا يخدم غرضا عسكريا معينا، أو أي نوع من الأغراض، لذلك قلت لا، وغادرت"، مبنيا أن ذلك كان آخر يوم له في غزة.
ردا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن ما قام به في غزة كان "بناء على الضرورة العسكرية، ووفقا للقانون الدولي"، وقال إن حماس "تضع معداتها العسكرية بشكل غير قانوني في مناطق مدنية".
وتحدث ثلاثة من رافضي الالتحاق بالخدمة العسكرية إلى هيئة الإذاعة البريطانية، وافق اثنان على ذكر اسميهما، بينما طلب الثالث عدم الكشف عن هويته لأنه يخشى العواقب، ويؤكد جميعهم على حبهم لإسرائيل، لكن تجربة الحرب، والفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، أدى إلى خيار أخلاقي محدد.
كان أحد الجنود، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في مطار بن غوريون في تل أبيب عندما بدأت الأخبار تتوالى عن هجمات حماس، مشيرا إلى أن وجهة نظره تغيرت مع تقدم الحرب، "أعتقد أنني لم أعد أشعر أنني أستطيع أن أقول بصدق أن هذه الحملة تركز على تأمين أرواح الإسرائيليين".
وأضاف: "أحاول أن أتعاطف وأقول هذا ما يحدث للأشخاص الذين تمزقهم الحرب، لكن كان من الصعب تجاهل مدى اتساع هذا الخطاب"، مستذكرا أن رفاقه كانوا يتفاخرون، حتى أمام قادتهم، بضرب "الفلسطينيين العاجزين"، وسمع المزيد من القصص المروعة، "كان الزملاء يتحدثون بهدوء تام عن حالات الإساءة أو حتى القتل، كما لو كانت مسألة تافهة، أو يتحدثون عن ذلك بهدوء حقيقي، من الواضح أن هذا صدمني".
أما مايكل عوفر زيف، البالغ من العمر 29 عاما، الذي كان بالفعل يساريا ملتزما، يدافع عن الحلول السياسية وليس العسكرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن، مثل رفاقه، شعر أن الالتحاق بالخدمة الاحتياطية كان صحيحا.
كانت وظيفته العمل كضابط عمليات في غرفة الحرب في أحد الألوية، حيث كان يراقب ويوجه الأحداث التي تنقلها كاميرات الطائرات بدون طيار في غزة، وفي بعض الأحيان كانت الحقائق المادية للحرب لها وقع بالغ عليه.
ولفت إلى أن الآراء المتطرفة كانت موجودة بين أقلية من الجنود، لكن الأغلبية كانت "غير مبالية بالثمن، وما يسمى بالأضرار الجانبية، أو أرواح الفلسطينيين".
المصدر: BBC