وصف هذه الحرب النووية جاء في رواية بعنوان "العالم يتحرر" التي صدرت في عام 1914، وافترضت أن تخترع البشرية أسلحة نووية وتستعملها في عام 1959. تندلع حرب نووية عالمية قصيرة يتم فيها تدمير الحكومات والمقرات العسكرية لجميع القوى المتحاربة، وبعدها تدرك البشرية أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من الفناء، لتبدأ مفاوضات لتوحيد العالم وإنهاء جميع الصراعات.
الحرب النووية العالمية لم تندلع في عام 1959. كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي منكبتين حينها على استكمال قدراتهما النووية. مع ذلك يؤكد بعض الخبراء أن حوالي 80 بالمئة من جميع التنبؤات التي صدرت عن هذا الروائي قد تحققت.
علاوة على ذلك، لا تزال الأسلحة النووية على الأرض موجودة وهي تمثل خطرا مميتا قائما، على الرغم من تقلص عددها من 70 ألف سلاح نووي خلال فترة الحقبة الباردة إلى حوالي 13 ألفا في عام 2021، فماذا سيحدث إذا اندلعت مثل هذه الحرب الآن، لاسيما أن الغرب بدلا عن حل الأزمات ومعالجة جذورها، يضاعف من تعقيدها ويصب الزيت على النار بإمدادات هائلة من الأسلحة كما في المشكلة حول تايوان وأزمة أوكرانيا؟
إحدى الدراسات توصلت إلى أن حربا نووية تستمر أسبوعا باستخدام حوالي 100 قنبلة نووية، ستؤدي إلى مقتل 27 مليون شخص على الأرض، وستتسبب في انخفاض الإنتاج العالمي بنسبة 7 بالمئة على مدى خمس سنوات. هذه الحرب النووية المحدودة ستؤدي في غضون عامين إلى توقف التجارة الدولية وانخفاض درجات الحرارة على الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية، وقد تتسبب المجاعة لاحقا في مقتل 255 مليون شخص.
السيناريو الأسوأ يتمثل في حرب نووية تستمر أسبوعا وتستعمل فيها 4477 سلاحا نوويا ينتج عنها مئة وخمسون مليار كيلو غرام من السخام، تؤدي إلى مقتل 360 مليون شخص، فيما سيلقى لاحقا أكثر من 5 مليارات آخرين مصرعهم جوعا، كما سترتفع درجة حرارة الأرض بأكثر من 14 درجة مئوية، وسيغطي الشتاء النووي الأرض لعدة سنوات.
في هذه الحالة، ستحتاج الأرض إلى أكثر من 10 سنوات كي يتعافى مناخها الطبيعي من هذه المؤثرات المدمرة. بمرور هذا الوقت سيكون معظم سكان الأرض قد قتلوا منذ فترة طويلة. في معظم بلدان العالم سيتبقى بحلول العام الثاني من اندلاع الحرب، أقل من ربع عدد السكان على قيد الحياة.
قنبلة نووية واحدة يمكن أن تدمر مدينة وتقتل معظم سكانها، فيما ستتسبب العديد من التفجيرات النووية فوق المدن الكبرى في مقتل عشرات الملايين من البشر، وستصل الخسائر البشرية التي ستنجم عن أي حرب محتملة بين الولايات المتحدة وروسيا إلى مئات الملايين.
الخبراء يقولون إن كرة النار الناجمة عن تفجير نووي ستصل إلى أقصى حجم لها في غضون حوالي 10 ثوان، فيما يطلق الانفجار النووي كميات هائلة من الطاقة الحرارية والإشعاعية، وستصل موجة الصدمة الهائلة إلى سرعات بمئات الكيلو مترات في اساعة.
بعد وميض خاطف، سيقتل الانفجار النووي الأشخاص القريبين من نقطة الصفر، وتسبب الأشعة المنطلقة إصابات في الرئة وتلف في الأذن ونزيفا داخليا. سيعاني البشر من إصابات ناجمة عن انهيار المباني وسقوط الأجسام الطائرة، وسيتسبب الإشعاع الحراري في تبخر كل شيء يوجد بالقرب من نقطة الصفر. الحرارة الشديدة الناجمة عن الانفجار النووي ستتسبب في حروق شديدة كما ستشتعل الحرائق على مساحات كبيرة وتتحول إلى عاصفة نارية عملاقة. حتى أولئك الذين سيكونون داخل الملاجئ سيتعرضون للخطر وسيواجهون احتمال الموت بسبب نقص الأكسجين والتسمم بأول أكسيد الكربون.
القلة التي ستنجو من الجحيم النووي ستكون في أمس الحاجة إلى إعادة التوطين على الأرض بنهاية المطاف. الخبراء يعتقدون أن انقراض البشر حتى بعد حرب نووية واسعة النطاق مستبعد، إلا أن الناجين سيتوجب عليهم البحث عن لقمة خبز على كوكب قاحل.
لحسن الحظ أن الحرب النووية لم تقع بعد ولم تصدق النبوءات السابقة، وهذا يعني أن البشر لا يزال في مقدورهم العمل على تلافي مثل هذا الخطر المدمر، والأفضل التخلص من الأسلحة النووية نهائيا على الأرض. فقط في مثل هذه الحالة سينام الجميع من دون قلقل، ولن يرى أي إنسان وميضا خاطفا ينتهي معه كل شيء.
المصدر: RT