وقال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي: "طوال العمل على مشروع القانون، بذلوا الكثير من الجهد لإزالة الإشارات إلى السلطات الشرعية في السودان من النص في أهم الأماكن، موقفهم سخيف وغير مقبول، بما في ذلك في ضوء حقيقة أن الحكومة السودانية تمثل بلادها في المنظمات الدولية، وتمارس السيطرة على العمليات الرئيسية في الدولة، وتشارك في توزيع المساعدات الإنسانية، والسودانيون أنفسهم يبحثون عن اللجوء والحماية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة محاولة أن نترك لأنفسنا فرصة التدخل في شؤون السودان. ومزيد من الهندسة السياسية والاجتماعية، كما كان الحال في ربيع عام 2023، عندما كانت محاولات الترويج لقرارات لم تحظ بدعم سكان البلاد هي التي وضعت الشروط المسبقة للمأساة التي وقعت في السودان".
وفي الوقت نفسه، أشار بوليانسكي إلى أن "روسيا تتفق مع جميع زملائها في المجلس على أن الصراع في السودان يتطلب حلا مبكرا، ومن الواضح أيضا أن السبيل الوحيد لذلك هو أن تتوصل الأطراف المتحاربة إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار. ونرى أن مهمة مجلس الأمن الدولي تتمثل في مساعدتهم في ذلك".
وأضاف: "ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بشكل متسق وعلني، وليس من خلال فرض آراء الأعضاء الأفراد، المتمرسين بأفكارهم ما بعد الاستعمارية حول البنية المستقبلية للبلاد، على السودانيين من خلال قرارات المجلس".
وشدد بوليانسكي على أن "المشكلة الأساسية للمشروع البريطاني هي أنه يحتوي على فهم خاطئ لمن المسؤول عن حماية السكان المدنيين في السودان، والسيطرة على حدود هذه الدولة وأمنها، ومن يمكنه اتخاذ القرارات بشأن دعوة القوات الأجنبية إلى الأراضي السودانية. ومع من ينبغي لمسؤولي الأمم المتحدة أن يتفاعلوا من أجل حل المشاكل الناشئة والتخطيط للمساعدة؟ ليس لدينا أدنى شك في أن حكومة السودان هي وحدها القادرة على لعب هذا الدور، ولكن من الواضح أن المؤلفين البريطانيين يحاولون حرمانها من هذا الحق".
ويهدف مشروع القرار المقترح، بحسب بريطانيا وسيراليون، إلى إنهاء الصراع في السودان وحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي.
ورحبت حكومة السودان باستخدام روسيا لحق "الفيتو" بمجلس الأمن في مواجهة مشروع القرار البريطاني، وأشادت الحكومة السودانية بالموقف الروسي الذي جاء تعبيرا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية.
وتأمل الخرطوم في أن تضع هذه السابقة التاريخية حدا لنهج استخدام منبر مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعوب، ولخدمة الأجندة الضيقة لبعض القوى، مع تغييب الشفافية والديمقراطية وتكريس ازدواجية المعايير، مما يضعف دور المجلس في إرساء السلم والأمن الدوليين.
وقال السفير السوداني لدى روسيا محمد الغزالي، إن الفيتو الروسي ضد مشروع القرار البريطاني حول حماية المدنيين هو الموقف المتوقع من موسكو في ظل العلاقات المتطورة بين البلدين والفهم العميق لطبيعة الأحداث بالسودان.
وفي 10 نوفمبر الجاري، أعرب القائم بأعمال نائب وزير الخارجية السوداني حسين الحاج عن رغبة بلاده بالحصول على مساعدة روسيا لتجنب الضغوط الغربية بما في ذلك العقوبات، من خلال نفوذها على صعيد الأمم المتحدة.
المصدر: RT