وقال زيف الضابط المتقاعد في الجيش الإسرائيلي برتبة عقيد والذي شغل منصب ضابط المشاة والمظلي الرئيسي، بالإضافة إلى قائد فرقة غزة ورئيس فرقة العمليات في مقال نشره على موقع "القناة 12" العبرية يوم الأحد: "لسوء الحظ لا يشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالحاجة للخروج للجمهور وشرح إلى أين نحن ذاهبون بعد 14 شهرا من الحرب".
وصرح بأن عدد الجرحى والمصابين الذين يفقدهم الجيش الإسرائيلي كل شهر في القتال يدعو للقلق".
وذكر في مقاله أن رئيس الأركان هو الوحيد الذي بقي في موقع يفهم فيه معنى استمرار الحرب وهو الذي يتوقع منه الجمهور الوقوف إلى جانب الحق ومنع الإسراف ذي التكاليف الباهظة، مشيرا إلى أنه ألحق الضرر بالفعل بكل الإنجازات وفرض ثمنا قاسيا من الجنود والرهائن.
ويقول المسؤول الإسرائيلي السابق "زرت يوم الجمعة عائلتين فقدتا أبناءهما الأسبوع الماضي في لبنان في الحادثة الصعبة التي قتل فيها 6 مقاتلين من كتيبة جولاني 51.. إنه استنزاف كبير تسببه الحرب الطويلة بكل دوافعها.. لقد وجدت صعوبة في تصديق البيانات المتعلقة بانخفاض عدد الجنود في مختلف الوحدات إلى مستوى الكفاءة المشكوك فيه".
ويضيف يسرائيل زيف: "كقاعدة عامة، فإن عدد الجرحى الذين يفقدهم جيش الدفاع الإسرائيلي كل شهر في القتال يمثل رقما مثيرا للقلق في حد ذاته وفي الوقت نفسه ينعكس العبء الواقع على قوات الاحتياط بالفعل في انخفاض الحضور والتصريحات الصريحة للقادة بأنهم يجب أن يسمحوا لجنود الاحتياط بالعودة إلى حياتهم وأن هناك حاجة إلى تقليص التجنيد بسبب الاستنزاف، إلى جانب الظواهر المثيرة للقلق المتمثلة في الأولوية في الانضباط العملياتي".
ويتابع بالقول: "عندما تقارن الاستنزاف الكبير والتكلفة الباهظة للضحايا مع التخفيض الزاحف للإنجازات في وضع وزير دفاع يفتقر إلى السلطة المهنية وفهم الوضع ويفتقر إلى العمود الفقري للوقوف في وجه الحكومة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هل يفهم رئيس الأركان اللواء هاليفي أن مسؤوليته الآن هي الوقوف في وجه المستوى السياسي بحزم حول ضرورة إنهاء الحرب، والوقوف بلا خوف والإصرار على تحقيق أهداف الحرب وفي المقام الأول عودة المختطفين؟".
ويردف قائلا: "هل رئيس الأركان الذي عمل خلال الحرب يفعل كل شيء لإنهاء القتال وإعادة الأسرى في الوقت الذي يعاني فيه الجيش من حالة سيئة للغاية بينما جنوده ونساؤه محتجزون منذ 14 شهرا؟".
وأوضح أنه إذا استمر الجيش بعد 14 شهرا من القتال، في القيام بمهام تكتيكية فقط تتمثل في قصف المسلحين وقتلهم، فستكون هناك مشكلة خطيرة تتعلق بالانفصال عن الواقع.
ومع كل الإنجازات المهمة يبدو أن الجيش يدفن رأسه في الرمال ولا يصر على اتخاذ القرارات الحقيقية المطلوبة الآن.
وشدد في مقاله على أن مطاردة بقية المسلحين هو آخر ما يجب فعله، ففي هذه الحرب هناك مشاكل أكثر تعقيدا وأهمية يجب التعامل معها مثل كيفية إنهاء الحرب وأيدينا فوقها وقبل أن تمحو الإطالة المنجزات.
وذكر أنه من الضروري منع التآكل والتخطيط لاستراتيجية جديدة تماما بعد إنجازات الحرب، مبينا أن الإصرار على توسيع العملية التكتيكية يبدو أكثر فأكثر وكأنه طريق هروب، أو على الأقل محاولة لتجنب مواجهة الأسئلة الكبيرة والحرجة في هذا الوقت المتمثل في نهاية الحرب والانتعاش المطلوب للقوات الإسرائيلية.
وبين أن تكرار شعار "النصر المطلق" الفارغ وتقديمه كاستراتيجية هو في الأساس تلاعب مناهض للإستراتيجية، مشيرا إلى أن محاولة "لصق" عرض تقديمي للاستراتيجية في الماضي هي ديماغوجية لا أساس لها من الأساس، حيث يجب تحديد الاستراتيجية مسبقا ويجب أن تكون مخططا لمسار العمل بما في ذلك التحركات التنفيذية والتكتيكية وهذه عقيدة واضحة وليست شعارا سياسيا لإعادة بناء الواقع بأثر رجعي، والذي كان في معظمه تجربة وخطأ رغم النجاحات.
وأفاد بأن الاستراتيجية حددت أهدافا محددة وقابلة للتحقيق وقابلة للقياس وتتضمن مراحل وسقفا زمنيا وخطة تكتيكية يمكن من خلالها إجراء تغيير أثناء التنفيذ، وفحص ما إذا كانت الإستراتيجية نفسها نجحت أم فشلت، والأهم من ذلك أنه يجب أن يكون مكتوبا وليس كلاما.
وأكد أن الاستراتيجية التي يحاولون إخبارنا عنها هي أنها مكتوبة لتبرير غيابها ولتبرير حرية العمل الكاملة والخطرة لرئيس الوزراء في إدارة الحرب حسب رغبته، وهي ضرورة تفسر أيضا إقالة غالانت.
وفي غياب استراتيجية محددة يستخدم جيش الدفاع الإسرائيلي حرية العمل لمواصلة عملياته التكتيكية وضرب المزيد والمزيد من المسلحين في غزة ولبنان، وعلى الرغم من أن قتل المسلحين أمر جيد، إلا أنه ليس هناك أي احتمال بنهاية هذا الهدف على الإطلاق، لأننا كنا موجودين بالفعل في غزة ولبنان منذ سنوات ولم نتمكن من القضاء على آخر عنصر تماما مثل عمليتنا المستمرة منذ عقود في الضفة، ولن تكون هذه المرة مختلفة، وفق كاتب المقال.
وشدد على أن حكمة القيادة ومسؤوليتها هي أن تقرر متى يكون ذلك كافيا حيث من الضروري الانتهاء من الجهد العسكري والانتقال إلى التسوية السياسية التي تتطلب حكومة متجانسة تماما مصلحتها هي عكس الحاجة الوطنية لحرب فعالة، ملوثة بالمصالح السياسية.
ويمضي العقيد السابق قائلا: "لسوء الحظ لا يشعر رئيس الوزراء بالحاجة حتى بعد 14 شهرا من الحرب، إلى الخروج إلى الجمهور وشرح أين نحن ذاهبون بحق الجحيم.. ومع تزايد التنافر مع الواقع تزيد أبواق رئيس الوزراء من التضليل وزرع البلبلة، مما يزرع اليأس الذي يدفع الجمهور لقاءه أثمانا باهظة".
وشدد في ختام مقاله على أنه يجب على إسرائيل الآن إنهاء الحرب ووقف الإساءة للجمهور واستمرار ثمن الدم، والمطلوب توقيع اتفاق في لبنان من دون إصرار غير ضروري على بنوده التي على الأقل لا تتطلب موافقة أحد لإنفاذ خرق الاتفاق.
ويبين أيضا أنه "حتى لو كتب ذلك وكانت هناك معارضة من حزب الله لدخول إسرائيل، فإن إسرائيل ستظل تدخل.. كل ما يهم هو أن يتم إجلاء حزب الله فعليا وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب حتى نتمكن من إعادة السكان.. وفي غزة هناك مهمة واحدة حاسمة فقط وهي إعادة المختطفين وعدم إعادتهم جريمة أخلاقية.. إذا اختارت إسرائيل عدم تغيير النظام في غزة فيمكنها المغادرة، ثم العودة إلى أي مكان خلال عشر دقائق بالضبط".
المصدر: "القناة 12" العبرية