وقال فوتشيتش في مؤتمر صحفي على هامش الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ "COP29" المنعقد في باكو: "لا أحد في العالم يعرف ما يجب فعله بشأن إمدادات الطاقة الكهربائية، لأن الولايات المتحدة ستتوقف عن تصدير الغاز الطبيعي المسال خلال ثلاث إلى أربع سنوات، حيث ستحتاجه لنفسها بسبب زيادة الاستهلاك، والذكاء الاصطناعي، والبطاريات الكهربائية.. وحينها، سنقف جميعا في طوابير، وحتى أولئك الذي حظروا الغاز الروسي سيقفون في طابور أمام موسكو ويطلبون منها استئناف الإمدادات".
وفي وقت سابق ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن خطط الاتحاد الأوروبي لخفض أسعار الطاقة معرضة للخطر بسبب نقص الأموال، كما أن فواتير الكهرباء المرتفعة تقوض القدرة التنافسية وتتسبب في سخط المجتمع.
وأوضحت الصحيفة أنه و"بحسب تقديرات الاتحاد الأوروبي الذي يمارس ضغوطا على مفوض الطاقة الجديد في الاتحاد الأوروبي، دان يورغنسن لخفض أسعار الطاقة، يواجه صعوبات في إيجاد الأموال لهذه الأغراض بسبب رفض الطاقة من روسيا".
وأشارت إلى أن "الغاز الطبيعي المسال الروسي لا يزال جذابا ماليا للعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي لا تريد التخلي عنه".
وقال رئيس قسم تحليل سوق الغاز في "إيسيس" توم مارزيك مانسر للصحيفة: "إن خفض إمدادات الغاز من روسيا والإعلان في الوقت نفسه عن القيام بتخفيض الأسعار، هو تناقض حقيقي، كما أن استبدال الغاز الروسي بالوقود من دول أخرى سيكون أكثر تكلفة بالنسبة للاتحاد الأوروبي".
وتؤكد الصحيفة أن "ارتفاع فواتير الكهرباء يقوض القدرة التنافسية لأوروبا ويسبب سخط المجتمع".
والأسبوع الماضي قالت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنها ستقترح على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استبدال الغاز الطبيعي المسال من روسيا بالغاز الأمريكي.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار في السابق إلى أن العديد من الدول الأوروبية يتأرجح على حافة الركود الاقتصادي وسيزداد الوضع سوءا لأن من يزودهم بموارد الطاقة يهتم بمصلحته الوطنية، مؤكدا استحالة عزل قطاع الطاقة الروسي بسبب تداعيات هذه الخطوة على الاقتصاد العالمي.
يذكر أن شركة "غازبروم" زودت أوروبا بحوالي 15 مليار متر مكعب عبرها العام الماضي، وهو ما يعادل 4.5% من إجمالي الاستهلاك في الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لإحصائية أعدتها وكالة "تاس" بناء على البيانات اليومية من شركة "غازبروم" حول نقل الغاز من قبل مشغلي أنظمة نقل الغاز ENTSOG عبر أوكرانيا والشبكة الأوروبية، زادت روسيا صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا بأكثر من 15% أي حتى 26.52 مليار متر مكعب في الفترة من يناير إلى أكتوبر عام 2024.
فيما خفضت الولايات المتحدة إمدادات الغاز الطبيعي المسال بمقدار الربع خلال الربع الثالث، ومقدار الثلث خلال العام، أي إلى 9.5 مليارات متر مكعب، ونتيجة لذلك، أصبحت الولايات المتحدة في الربع الثاني على التوالي المورد الرئيسي الثالث للغاز إلى الاتحاد الأوروبي، وأصبحت روسيا المورد الرئيسي الثاني.
المصدر: RT