وقال مدير مجموعة الاستطلاع الوطنية بمركز أبحاث الرأي بيروود يوست: "ترى كلتا الحملتين أن الطريق إلى البيت الأبيض يمر عبر ولاية بنسلفانيا، كما أن الطريق إلى النصر في ولاية بنسلفانيا يمر عبر مقاطعات باكس وإيري ونورثهامبتون".
وأضاف: "باكس هي مقاطعة في المقام الأول في الضواحي شمال فيلادلفيا. أما مقاطعة إيري، التي تقع في أقصى شمال غرب ولاية بنسلفانيا، فهي ريفية وأصغر بكثير من حيث عدد السكان. وأخيرا، نورثهامبتون في شرق ولاية بنسلفانيا هي إحدى الضواحي ومقر جامعة ليهاي، وهي كلية أبحاث خاصة".
ووفقا ليوست، تعكس هذه المقاطعات الثلاث العديد من التركيبة السكانية الرئيسية، مثل التركيبة العرقية والتحصيل التعليمي والكثافة السكانية، التي تجعل ولاية بنسلفانيا قادرة على المنافسة للغاية.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن "هناك عددا قليلا من المقاطعات التي يراقبها الخبراء عن كثب لأن نتائجها قد تشير إلى من سيكون الرئيس المقبل".
وتعرف هذه المقاطعات باسم "المقاطعات الرائدة"، وقد انحازت باستمرار إلى جانب المرشح الفائز لعقود من الزمن، باستثناءات قليلة.
ووصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة ولاية إنديانا ماثيو بيرغباور، إحدى المقاطعات الرائدة بأنها "نموذج مصغر للأمة" من حيث التفضيلات السياسية.
ورغم أن مقاطعته، مقاطعة فيغو في ولاية إنديانا، انحرفت عن مسارها بالتصويت لصالح دونالد ترامب في عام 2020، فإنها اختارت المرشح الفائز في كل الانتخابات منذ عام 1952.
وتبرز مقاطعة كلالام في ولاية واشنطن باعتبارها المقاطعة الوحيدة التي صوتت للمرشح الرئاسي الفائز في كل انتخابات منذ عام 1980، حيث يفخر سكانها بتاريخهم باعتبارهم "مؤشرا جيدا على الانتخابات" في أمريكا. فيما تبدو المقاطعة هذا العام، منقسمة أكثر من أي وقت مضى.
وقالت بام بلاكمان، رئيسة الحزب الجمهوري في مقاطعة كلالام، لقناة "فوكس نيوز" إنها تعتقد أن الانتخابات "ستكون متقاربة في مقاطعتنا، لكنني أرى أنها تتجه نحو ترامب".
وتستند في ذلك إلى الإقبال الجيد من جانب الجمهوريين واللعبة الأرضية التي قالت إنها "الأكثر نشاطا التي رأيتها على الإطلاق".
ومع ذلك، قال بن أندرستون، وهو مستشار سياسي تقدمي مقيم في واشنطن، لقناة "فوكس نيوز" إن "فوز ترامب في مقاطعة كلالام سيكون بمثابة مفاجأة إلى حد ما في هذه المرحلة".
وأضاف: "هذا العام، يبدو من المرجح أن تكون مقاطعة كلالام على يسار البلاد، ففي الانتخابات التمهيدية التي جرت في أغسطس، كانت مقاطعة كلالام ديمقراطية للغاية، بنسبة 57% إلى 43%. الناخبون الذين شاركوا في التصويت بنسبة أقل في مقاطعة كلالام هم جمهوريون أكثر بكثير، لذا نتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية أكثر تقاربا. ومع ذلك، يشير نموذجنا إلى أن المقاطعة لن تتقارب إلا بنسبة 53% إلى 47% ديمقراطيين أو نحو ذلك".
وكما هو الحال في مقاطعة كلالام، فإن الانتخابات الرئاسية من الممكن أن تسير بسهولة في أي من الاتجاهين. ومع ذلك، مع مواجهة مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق ترامب ونائبة الرئيس هاريس لهوامش ضئيلة للغاية، تبرز ثلاث مقاطعات، باكس وإيري ونورثهامبتون في بنسلفانيا، باعتبارها ذات أهمية خاصة.
وكان الهدف الأكبر لكل من ترامب وهاريس في ولاية بنسلفانيا، خلال هذه الدورة الانتخابية، الحضور بشكل كبير في مقاطعاتها الثلاث.
المصدر: RT + وسائل إعلام أمريكية