وأوضحت البعثة الدبلوماسية الروسية أن فيرغسون أخذ على عاتقه بحماسة شديدة، مهمة مشبوهة في مخاطبة القراء الصرب في الذكرى الـ80 لتحرير بلغراد من الغزاة النازيين، متبنيا الأفكار الحالية عديمة الضمير لـ"الغرب الجماعي"، محاولا إلقاء الظلال على مآثر الجيش الأحمر وجيش التحرير الشعبي اليوغسلافي، من جهة، ورفع مساهمة لندن في تطهير الأراضي الصربية من النازيين، بشكل مصطنع من جهة أخرى.
وفي بيان صادر عن السفارة الروسية، أكدت البعثة الدبلوماسية أن محاولة الادعاء بأن الأوكرانيين كانوا أصحاب الدور الرئيسي في تنفيذ "العملية الاستراتيجية الهجومية في بلغراد" خلال الحرب العالمية الثانية، تعد محاولة يائسة، حيث اعتبرت السفارة أن هذه الادعاءات تأتي في سياق استخدام الغرب للأوكرانيين كأداة لتحقيق "هزيمة استراتيجية" ضد روسيا.
وأشارت إلى أن التاريخ يبرز أن الجيش الأحمر حارب بتضامن وطني، من مختلف الأعراق التي كانت تتكون منها القوات المسلحة السوفيتية، بهدف واحد هو سحق الفاشية.
وأضاف البيان أن استعانة فيرجسون بتدوينات أرشيفية لأحد الضباط الإنجليز، حول "عدم تنظيم الخدمة اللوجستية العسكرية السوفيتية" ونواقص تسليح وتدريب قادة الجيش اليوغوسلافي تعد"تافهة"، حيث تجاهل فيرغسون الآلاف من المدنيين الذين لقوا حتفهم بسبب القصف الأمريكي والبريطاني لبلغراد ومدن صربية أخرى في عام 1944، وهو قصف لا فائدة عسكرية منه. وأشارت السفارة إلى "انتقائية مذهلة" في مقاربة فيرغسون، الذي يفتقر على ما يبدو إلى مشاعر الندم تجاه ما فعله البريطانيون قبل 80 عاما، تماما كما حدث أثناء العدوان الهمجي لحلف الناتو على يوغوسلافيا في عام 1999، وأشارت السفارة الروسية إلى التغيب التام للدبلوماسيين البريطانيين عن الاحتفالات التي نظمتها السلطات الصربية في يوم تحرير بلغراد في 20 أكتوبر.
ونوهت السفارة الروسية بتغيب السفير البريطاني عن دعوة وزارة الخارجية الصربية للاحتفال بذكرى تحرير بلغراد في 20 أكتوبر، مؤكدة أنه لو حضر، لكان بإمكانه أن يرى كيف أن الجانب الروسي يحافظ على التاريخ ويحرص عليه.
وفي السياق، قال نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، بيوتر تولستوي إن "النصر لم يقسم أبدا بين نصرنا ونصر الآخرين. سنظل نقدر دوما بدعم حلفائنا في التحالف المناهض لهتلر والمشاركين في حركة المقاومة. نحن نشيد بكل من ناضل ضد النازية على جبهات الحرب العالمية الثانية"، كما حث فيرغسون على أهمية أن يعود إلى رشده وألا يشارك مجددا في تشويه الحقائق حول أحداث الماضي وأسباب ونتائج الحرب العالمية الثانية، وأيضا في استيعاب الدروس المستفادة منها.
المصدر: نوفوستي