جاء تلك التصريحات على خلفية تحسن العلاقات مع تركيا، حيث تابع الوزير: "إن الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية ليس أولويتنا الأولى، ودراسة الأحداث المأساوية للإبادة الجماعية الأرمنية أو جعلها الأولوية الأولى ليس بالتأكيد على جدول أعمال وزارة الخارجية الأرمنية".
ولا توجد علاقات دبلوماسية بين أرمينيا وتركيا، وقد أغلقت الحدود بينهما منذ عام 1993 بمبادرة من أنقرة، فيما يظل حجر العثرة في العلاقات بين البلدين هو دعم تركيا للموقف الأذربيجاني في مشكلة إقليم قره باغ الجبلي، ورد فعل أنقرة الحاد على عملية الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية للأرمن.
يأتي ذلك أيضا على خلفية توصل أذربيجان وأرمينيا تقريبا إلى معاهدة سلام، فيما صرح ميرزويان بأنه لا يزال يتعين على الدولتين الاتفاق على صيغتين في نص المعاهدة، ووصف ذلك بأنه "عملية تفاوض طبيعية"، حيث أعلن الوزير أن أرمينيا وأذربيجان ستبلغان بعضهما البعض بشأن دخول لوائح ترسيم الحدود حيز التنفيذ. ووفقا لوزير الخارجية الأرمني فسيكون من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن صياغة معاهدة السلام في المستقبل القريب، بعدها سيتم توقيع الوثيقة.
وكان رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان قد قال في وقت سابق إنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن التخلي عن المطالبات الإقليمية في إطار مشروع معاهدة السلام مع أذربيجان، وأشار إلى خطط لإنشاء آليات ثنائية لضمان الوفاء بالالتزامات المقبولة بموجب معاهدة السلام.
وكان اجتماع قد عقد في يناير 2022 في موسكو للممثلين الخاصين بشأن عملية تطبيع العلاقات بين أرمينيا وتركيا (عن الجانب الأرمني نائب رئيس البرلمان روبين روبنيان، وعن الجانب التركي السفير التركي السابق لدى الولايات المتحدة سردار كيليتش)، وأشارت وزارة الخارجية الروسية حينها إلى أن الطرفين أبديا استعدادهما لإجراء الحوار بطريقة بناءة غير مسيسة. وفي وقت لاحق، عقدت عدة اجتماعات أخرى في فيينا.
وكان اضطهاد الأرمن، نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، يحدث بانتظام في الإمبراطورية العثمانية، فيما قتل في عام 1915 على وجه الخصوص أكثر من مليون ونصف مليون أرمني، وتم الاعتراف بحقيقة الإبادة الجماعية للشعب الأرمني من قبل 23 دولة، إضافة إلى البرلمان الأوروبي ومجلس الكنائس العالمي. وفي عام 1995، اعتمد مجلس الدوما في روسيا قرارا بشأن "إدانة الإبادة الجماعية للشعب الأرمني في 1915 في وطنه التاريخي: أرمينيا الغربية".
المصدر: نوفوستي