وقال ليندنر لشبكة "CNBC" على هامش الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في واشنطن العاصمة: "لا يوجد فائزون في الخلافات التجارية، بل هناك دائما خاسرون"، واقترح ليندنر أن تكون السياسة التجارية الأمريكية المحتملة إذا تم انتخاب دونالد ترامب رئيسا قضية رئيسية.
وأضاف: "في هذه الحالة، نحتاج إلى جهود دبلوماسية لإقناع أي شخص يدخل البيت الأبيض بأن من مصلحة الولايات المتحدة عدم الدخول في صراع تجاري مع الاتحاد الأوروبي، وسيتعين علينا أن نأخذ بعين الاعتبار إمكانية الرد".
وينتمي ليندنر إلى الحزب الديمقراطي الحر المؤيد للأعمال، الذي هو حاليا في ائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار أولاف شولتس.
وأشار ليندنر إلى أن المشكلة التجارية للولايات المتحدة تكمن في الصين بدلا من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي "يجب ألا يصبح نتيجة سلبية للخلافات بين الولايات المتحدة والصين".
وكان قد اقترح ترامب أنه إذا تم انتخابه، يمكن فرض تعريفات شاملة تتراوح بين 10% إلى 20% على معظم الواردات، بغض النظر عن مصدرها".
وأفادت وكالة "رويترز" يوم الخميس، نقلا عن دراسة أجراها معهد IW الألماني، أنه إذا تم تطبيق تعريفات بنسبة 20% من قبل الولايات المتحدة، فسوف ينخفض الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي وألمانيا في السنوات المقبلة.
وتعتبر التجارة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الألماني، مما يشير إلى أن التوترات المتزايدة وعدم اليقين والتعريفات ستؤثر بشكل أكبر على البلاد مقارنة بدول أخرى.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة الإحصاء الألمانية "ديستاتيس" إن أهمية الولايات المتحدة كشريك تجاري لألمانيا آخذة في النمو.
وأشارت الوكالة إلى أنه منذ عام 2021، كانت الولايات المتحدة ثاني أهم شريك تجاري لألمانيا بعد الصين، ولكن في النصف الأول من عام 2024، كان حجم التجارة الخارجية مع الولايات المتحدة أعلى من ذلك مع الصين، وفي عام 2023، ذهبت نحو 9.9% من الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة، وفقا لبيانات "ديستاتيس".
وقد تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك بين الاتحاد الأوروبي والصين، طوال العام. حيث قامت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات أعلى على بعض السلع المستوردة من الصين، مشيرين إلى ممارسات تجارية غير عادلة.
ومن جانبها، أعلنت الصين أيضا عن فرض تعريفات مؤقتة أعلى على بعض الواردات من الاتحاد الأوروبي. ولا تزال هناك عدة تحقيقات واستقصاءات قائمة بشأن المنافسة، والدعم، وممارسات أخرى بين الطرفين في إطار إجراءات الرد المتبادل المستمرة.
وبعد أن صوت الاتحاد الأوروبي لصالح فرض تعريفات على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، حث وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، الاتحاد على عدم بدء حرب تجارية.
وكانت ألمانيا قد وقفت سابقا ضد زيادة الرسوم، معبرة عن قلقها بشأن ما قد تعنيه هذه الإجراءات بالنسبة لمصنعي السيارات المتعثرين في البلاد.
وفي وقت سابق من الأسبوع، صرحت غيتا غوبيناث، نائبة المدير العام لصندوق النقد الدولي، بأن تصعيد التوترات التجارية والرسوم بين الولايات المتحدة والصين سيكون "مكلفا للجميع".
المصدر: CNBC