وأشارت الصحيفة في مقالها إلى أن هذه المخاوف بين المواطنين تشير إلى حالة الانقسام الكبيرة في أوساط المجتمع الأوكراني.
وأضاف المقال: "القرار بشن مداهمات على الحفلات الموسيقية أبرز الانقسام الذي طال انتظاره في المجتمع الأوكراني بين الشباب الذين التحقوا بصفوف الجيش الاوكراني وساحات القتال وأولئك الذين لم يفعلوا".
ولفت المقال إلى أن الفئة التي خاضت التجنيد الإجباري تستنكر فكرة مشاركة الشباب المدني في الحفلات الموسيقية قائلين: "إنه لا ينبغي لمن يتجنبون التجنيد حضور الحفلات الموسيقية".
وتشير المادة إلى أن عددا كبيرا من الأوكرانيين ينتقدون بشكل علني أساليب التعبئة هذه، حتى أن البعض يعتبر هذا انتهاكا لحقوقهم، وأعداد الرافضين في تزايد مستمر.
وقالت امرأة أوكرانية في حديث للصحيفة: "عندما تخرج من قاعة الحفلات الموسيقية وتواجه موظفي مكاتب التجنيد، يكون الأمر مخيفا إلى جانب كونه تصرفا لا ينم عن الديمقراطية".
فيما قالت امرأة أخرى إنها تلقت دعوة للتجنيد الإجباري بطرق أخرى، واصفة أساليب التجنيد الأوكرانية الحديثة بأنها "غير صحيحة"، مشددة على أن الموطنين باتوا يخافون السير في الشوارع بسبب حملات التجنيد الإجباري.
كما أشارت الصحيفة، "قد تكون هذه الإجراءات الصارمة مرتبطة بمحاولات تلبية المتطلبات المفروضة على مكاتب التجنيد فيما يتعلق بتنفيذ خطة التعبئة".
وتابع المقال: "على الرغم من أن المسؤولين الأوكرانيين يعلنون باستمرار نجاحهم في إكمال تنفيذ مهام التعبئة، إلا أن القوات الأوكرانية في خطوط المواجهة تشتكي من أن التعزيزات المرسلة تتألف من كبار السن أو أفراد غير مدربين بشكل جيد، أو يعانون من مشاكل صحية".
وبدأت دوريات شرطة زيلينسكي العسكرية مؤخرا مداهمة صالات الرياضة والمطاعم وكافة المرافق العامة في مختلف بلدات وقرى أوكرانيا، لسوق كل من يقع تحت يدها من الرجال "المشمولين بالتعبئة" التي لم تعد تستثني حتى المعاقين جزئيا وأصحاب الأمراض المزمنة.
وذكرت صحيفة "سترانا" الأوكرانية في وقت سابق، أن تشديد قواعد التعبئة في أوكرانيا أدى إلى زيادة حادة في الطلب على العبور غير القانوني للحدود ودفع الرشوة وابتكار أخطر وأغرب الأساليب للفرار وتحاشي الوقوع في قبضة فرق التجنيد.
وفي يوليو الماضي أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن موجة جديدة من التعبئة في أوكرانيا ستتسبب في أضرار جسيمة لاقتصاد البلاد المتدهور أصلا، لأنها ستزيد من نقص الأيدي العاملة.
وصرح وزير الدفاع الأوكراني رستم عميروف، في وقت سابق بأن معدلات التعبئة في البلاد تضاعفت ثلاث مرات خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا دون أن يعطي أرقاما محددة.
يذكر أنه في 16 أبريل الماضي، وقع الرئيس الأوكراني المنتهية شرعيته فلاديمير زيلينسكي على قانون لتعزيز التعبئة في أوكرانيا، ودخل القانون الجديد حيز التنفيذ في 18 مايو، ووفقا له تم تخفيض سن التجنيد إلى 25 عاما، وتم فرض عقوبات أشد على التهرب من الخدمة، كما ألغي التسريح من الخدمة.
وتلزم الوثيقة جميع الأشخاص المكلفين بالخدمة العسكرية بتحديث بياناتهم في مكتب التسجيل والتجنيد العسكري خلال 60 يوما من تاريخ دخولها حيز التنفيذ، وللقيام بذلك، يتعين الحضور شخصيا إلى مكتب التسجيل والتجنيد العسكري أو التسجيل في "حساب التجنيد الإلكتروني"، والذي يمكن من خلاله أيضا تقديم الاستدعاء.
ويعتبر الاستدعاء قد تم تبليغه حتى لو لم يطّلع عليه المجند شخصيا، كما يعتبر تاريخ تسليم الاستدعاء هو التاريخ الذي تم فيه ختم الوثيقة باستحالة التسليم الشخصي.
المصدر: نوفوستي