ألكارو لفت في مقالة بعنوان "جذور الفشل الغربي مع إسرائيل "، إلى اتباع أغلب دول الاتحاد الأوروبي نهجا متواطئا مع إسرائيل، مشيرا إلى أن "معظم دول الاتحاد الأوروبي اتبعت دون أدنى شك هذا النهج، حتى أن ألمانيا ذهبت إلى حد جعل أمن إسرائيل، في هذا التفسير المفرط، أمرا ثابتا، أو سببا. وبذلك، تخلى الأوروبيون، بمن فيهم الألمان، عن أكثر من عشرين عاما من الدبلوماسية المعقولة والمستقلة التي بدأت بإعلان البندقية، والتي أيدت لأول مرة الحق المزدوج لإسرائيل في العيش في أمن وللفلسطينيين في تقرير المصير".
الخبير الإيطالي رصد ما يجري من توسيع إسرائيل لحربها إلى لبنان قائلا: "فيما تكثف إسرائيل قصفها للبنان ويحوم شبح صراع عام قد يشمل إيران والولايات المتحدة بشكل ينذر بالسوء في المنطقة، تبدو الحكومات الغربية متفرجا سلبيا لدراما استمرت عقدا من الزمان تتحمل في الواقع مسؤولية كبيرة عنها. تدعي إسرائيل أنها تدافع عن نفسها ضد أعداء مصممين على تدميرها، من حماس في فلسطين إلى حزب الله في لبنان إلى جمهورية إيران الإسلامية. هؤلاء هم بلا شك أعداء عنيدون. ومع ذلك، من الصحيح أيضا القول إن إسرائيل على مدى العقود الماضية بالكاد فوتت فرصة لإثارة تطرف خصومها، وتهميش الأصوات الأكثر براغماتية، وأن الولايات المتحدة وأوروبا لم تضعا أمامها أي حواجز".
الموقف الأمريكي والأوروبي حيال سلوك إسرائيل العنيف يعتبره الخبير قبولا من قبل "الولايات المتحدة وأوروبا إلى حد كبير الرواية الإسرائيلية بأنها تدافع عن نفسها فقط. بفضل التأثير الهائل للوبي المؤيد لإسرائيل، مزيج من الصهاينة من جميع الأشكال السياسية، الإنجيليين والمحافظين الجدد، لا يمكن لأي سياسي أمريكي أن يفشل في إعلان الدعم الكامل وغير المشروط لإسرائيل إذا كان يأمل في ممارسة مهنة سياسية رفيعة المستوى، خشية أن يعاني من اتهامه بأنه معاد للسامية".
إسرائيل بحسب ريكاردو ألكارو، "يحميها حق النقض الأمريكي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتكافأ بالدعم الدبلوماسي، وإمدادات الأسلحة (خاصة من الولايات المتحدة وألمانيا)، واتفاقيات الشراكة مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في كل مجال (من الدفاع إلى البحث)، لقد تصرفت إسرائيل دون عقاب".
هذه الديناميكية في العلاقة مع إسرائيل يرى أنها تكررت "على نطاق واسع بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، حيث قتل ما يقرب من 1200 شخص واحتجز 250 كرهائن. احتجت الولايات المتحدة وأوروبا بصوت عال بحق إسرائيل المقدس في الحفاظ على سلامة سكانها. لكنها في حيرة من أمرها بالنسبة لشرح كيف يتناسب هذا الحق مع الدمار الذي لحق بمليوني شخص يعيشون في غزة، حيث أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من أربعين ألفا، بينهم 16500 أطفال، وتشريد 90 في المائة من السكان (ما يقرب من ثلثي المنازل تضررت أو دمرت)، في حين تم استهداف الصحفيين وموظفي الإغاثة وعمال الإغاثة عمدا".
الخبير الإيطالي يضيف في هذا السياق قائلا: "على نفس القدر من الأهمية، فشلت إسرائيل ومؤيدوها في واشنطن وبرلين وأماكن أخرى في تفسير سبب تبرير أمن إسرائيل للتوسع المستمر في القدس الشرقية، والضفة الغربية، مصادرة المنازل، وسرقة الأراضي، والقمع المنهجي المستمر منذ عقود لملايين البشر الذي أعلنت محكمة العدل الدولية أنه غير قانوني من جميع النواحي".
أما الكاتبة والصحفية الإيرلندية مايكل جانسن فقد كتبت تقول: "إنه لأمر مدهش كيف أدى تصميم رجل واحد على البقاء في منصبه إلى الصراع والتوترات المتصاعدة في هذه المنطقة. يشن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حروبا متزامنة في غزة ولبنان وقمعا في الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من 11 شهرا وأمر بشن ضربات على سوريا واليمن واغتيالات في طهران وبيروت. وقد أودت الحرب في غزة بحياة أكثر من 41.500 شخص وحملة القمع في الضفة الغربية 700 شخص. في الهجمات الإسرائيلية في أماكن أخرى قتل مئات الأشخاص".
الكاتبة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط تصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مُكرس لـ (حروب إلى الأبد) للتهرب من اللوم لفشله في توقع واستباق غارة 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل من قبل مقاتلي حماس الذين قتلوا 1139 واختطفوا 250، وفشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على حماس في غزة وحزب الله في لبنان منذ ذلك الحين. وقد مكنته حروبه من تأجيل شهادته في محاكمته المطولة بشأن الفساد، وإذا ثبتت إدانته، فقد يواجه عقوبة تصل إلى السجن 10 سنوات. يفضل نتنياهو أن يكون مجرم حرب بدلا من أن يكون مجرما عاديا. كمجرم حرب، من المرجح أن يفلت من الملاحقة القضائية والمحاكمة والإدانة لأن المحكمة الجنائية الدولية تتجنب مواجهة الإسرائيليين والقادة الغربيين والحلفاء الذين يحمون الإسرائيليين".
جانسن تطرقت إلى تفجير إسرائيل لأجهزة "البيجر" مشيرا إلى أن "استخدام أجهزة البيجر واللاسلكي على نطاق واسع في لبنان مؤخرا في شكل سلاح، والذي أسفر عن مقتل 38 شخصا على الأقل وإصابة 3100 آخرين، قد يرتد على إسرائيل ونتنياهو الذي أذن بزرع المتفجرات في أجهزة الاتصال الشائعة. إن استخدامها ونشرها العشوائي على نطاق واسع قد يشكل جريمة حرب جديدة تضاف إلى الانتهاكات المتعددة للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة التي ارتكبتها إسرائيل تحت قيادة نتنياهو".
في الخاتمة رأت الكاتبة الإيرلندية التي تتحدث بطريقة مخالفة تماما عما تعود عليه الأوروبيون، أن "الدرس الذي كان يجب أن تتعلمه إسرائيل على مدى عقود هو أن القضاء على الفلسطينيين واللبنانيين والمنتقدين والمعارضين لا ينهي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. إن قتل الخصوم واحدا تلو الآخر لا يمكن أن يحل محل المفاوضات لإنهاء حرب إلى الأبد في سبيل فلسطين".
المصدر: RT