ورغم استمرار الأزمة بين الجزائر وباريس أكد ماكرون أنه لا يعتزم التخلي عن ملف الذاكرة المشتركة بين البلدين، حيث عبّر خلال لقاء عقد يوم الخميس في الإليزيه مع لجنة المؤرخين الفرنسية الجزائرية عن رغبته في "تنفيذ المقترحات الملموسة التي صاغتها اللجنة المشتركة".
وأفاد الإليزيه بأن ماكرون يأمل أن تسمح هذه المقترحات في مساعدة فرنسا على تطوير نظرة واضحة عن الماضي وبناء مصالحة طويلة الأمد للذاكرة من خلال جهود تعليمية تهدف إلى نقل المعرفة إلى الأجيال الشابة في فرنسا والجزائر.
وتأسست اللجنة المشتركة خلال زيارة ماكرون إلى الجزائر في أغسطس 2022 ومنذ ذلك الحين عقد أعضاؤها اجتماعات عدة وقدموا مقترحات بشأن مسألة الأرشيف واستعادة الجزائر لبعض الممتلكات التي تعود إلى فترة الاستعمار والتي احتفظت بها فرنسا، ومن بينها جماجم قادة المقاومة في بداية الاستعمار، بالإضافة إلى قطع تاريخية ورمزية من القرن التاسع عشر، بما في ذلك قطع تعود للأمير عبد القادر المناهض للاستعمار.
وأشارت صحيفة "لو فيغارو" إلى أن عمل اللجنة المشتركة للمؤرخين ظل معلقا في ظل التوترات الدبلوماسية المتكررة بين البلدين ولم يحضر الاجتماع سوى الأعضاء الفرنسيين في اللجنة.
وكانت الأزمة الأخيرة بين البلدين والتي نشبت في يوليو الماضي على خلفية موقف باريس من ملف الصحراء الغربية، قد أثارت تساؤلات حول مستقبل هذه اللجنة وسبل العمل التذكاري الذي يجري بشكل ثنائي.
ومع ذلك، ظهرت بوادر بعد الانتخابات الجزائرية الرئاسية التي جرت في 7 سبتمبر الجاري، حيث كان ماكرون أول زعيم غربي يقدم التهاني للرئيس عبد المجيد تبون بمناسبة إعادة انتخابه معبرا عن التزامه بـ"العلاقة الاستثنائية" مع الجزائر.
وفي 11 سبتمبر بعث الرئيس الفرنسي مستشارته لشؤون شمال إفريقيا والشرق الأوسط آن كلير ليجاندر إلى الجزائر، حيث اجتمعت مع الرئيس عبد المجيد تبون وسلمته رسالة من نظيره الفرنسي.
المصدر: أ ف ب + "لو فيغارو"