وكتبت في منشورها:"يمكن القول بدون مبالغة إن الأسس الأيديولوجية وأبشع ممارسات النازية قد وضعت فعلا في الضباب الألبيني*".
وأضافت: "لقد لعبت التوجهات المتبادلة بين الطبقات الحاكمة في برلين ولندن دور الزناد في إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية، حيث لم يتوقف هتلر خلال الحرب عن إنشاء جبهة موحدة مناهضة للسوفييت من خلال مؤيديه البريطانيين السريين".
وأشارت زاخاروفا إلى أن بريطانيا قامت بعد الحرب بجمع بقايا تشكيلات المتعاونين، حيث استضافت بعضهم على أراضيها وأرسلت جزءا آخر إلى الولايات المتحدة وكندا لاستخدامهم ضد الاتحاد السوفيتي.
ووفقا لها فإن أساس دراسة الجذور البريطانية للنازية الألمانية يتم تقديمه من خلال أعمال علماء بريطانيين مشهورين بمن فيهم الفيلسوف توماس كارليل، و"المنظّر العرقي" هيوستون تشامبرلين، وابن عم عالم تشارلز داروين ومؤسس pseudoscience "علم تحسين النسل" فرانسياس غالتون.
وتابعت: "تم اختراع نظرية العنصرية على يد الإنجليز في نهاية القرن التاسع عشر، كانت الأنثروبولوجيا العرقية تُعتبر علما رسميا، والذي قام بتصنيف الناس وفقا لمبادئ أنثروبولوجية متنوعة كان فرانسياس غالتون، ابن عم داروين، هو مؤسس ما يُعرف بالإيجينيات – pseudoscience المتعلقة بتحديد النسل البشري لخلق عرق مثالي".
ودعت زاخاروفا لندن إلى كشف السرية عن الوثائق المتعلقة بزيارة رودولف هيس نائب هتلر في الحزب النازي، إلى بريطانيا في عام 1941 لإجراء مفاوضات.
وشددت على أن "الأحداث التي تجري حاليا في أوكرانيا هي تطور منطقي للخطة الغربية غير المنطقية التي وضعت أسسها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا عام 1945، وهدفها الرئيسي كان إخراج القوات السوفيتية من بولندا وتنظيم الدفاع عن الجزر البريطانية في حالة غزو القوات السوفيتية لأوروبا الغربية".
وأشارت إلى أن نظام كييف يحاول الآن بمساعدة الغرب تحقيق الهدف الذي حدده" الأيديولوجيون البريطانيون للنقاء العرقي وأتباعهم الهتلريين": هذا هو تحرير"مساحة المعيشة".
اختتمت زاخاروفا بقولها: "وربما لم يخترع وزير الخارجية الحالي ديفيد لامي عبارة 'الفاشية الإمبريالية' بنفسه، لقد استخدم ببساطة تعبيرا راسخا يعكس تاريخ بريطانيا، كما يُقال، كل شخص يتحدث عما ينخزه".
وأشارت زاخاروفا في وقت سابق إلى أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي كان قد اتهم القيادة الروسية بـ"الفاشية الإمبريالية"، وذكرت البعثة الدبلوماسية الروسية في لندن أن مثل هذه التصريحات تُعد إهانة لذكرى أولئك الذين قاتلوا ضد "الطاعون البني" (في إشارة إلى النازية).
* كلمة (ألبين) هي اسم شعري قديم لبريطانيا، يُستخدم أحيانا للإشارة إلى بريطانيا العظمى بطريقة أدبية أو تاريخية.
المصدر: RT