ويشير تحليل رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، ألوف بِن، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتجاهل قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة، مما يهدف إلى تحويلهم إلى "عبء" على الفلسطينيين لتبرير استمرار الحرب والحصار والاحتلال، بينما تستمر حماس في السيطرة على المنطقة بين محوري "نيتساريم" وفيلادلفيا تحت حصار إسرائيلي شامل.
وبدأت إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية في غزة، حيث تركز على تعزيز سيطرتها على شمال القطاع، من الحدود السابقة حتى محور نيتساريم. يُتوقع أن تُؤهل هذه المنطقة تدريجيا للاستيطان اليهودي وضم إسرائيلي، حسب حجم المعارضة الدولية المتوقعة.
وأشار بِن إلى أن هذه الخطة قد تؤدي إلى إبعاد الفلسطينيين المتبقين في شمال غزة، مستندا إلى اقتراح الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، الذي يروج لفكرة استخدام تهديد الجوع كوسيلة للضغط على السكان.
ويطمح نتنياهو من خلال هذه الخطة إلى توسيع مساحة إسرائيل، مما يعد "الانتصار المطلق" و"الرد الصهيوني" على أحداث 7 أكتوبر. وأكد بِن أن الفلسطينيين في شمال غزة قد يواجهون مصيرا مشابها للسكان الأرمن في ناغورني قره باغ، الذين طردوا من منازلهم في خطوة مفاجئة.
وأضاف بِن أن "حكومة اليمين، التي لا تخفي نواياها، تأمل أن يواجه الفلسطينيون في شمال غزة مصيرا يشبه ما عاناه الأرمن في ناغورني قره باغ، حيث طُردوا فجأة قبل عام بعملية سريعة نفذها رئيس أذربيجان إلهام علييف، الذي يعد حليفا وثيقا لإسرائيل. والعالم شهد الأمر وتجاهله. وبالمثل، من المتوقع أن يتكدس النازحون من شمال غزة مع لاجئي المرحلة الأولى من الحرب في ’منطقة إنسانية’ بالجنوب."
وأمر نتنياهو الجيش الإسرائيلي ، الأسبوع الماضي بالاستعداد للسيطرة على المساعدات الإنسانية بدلا من المنظمات الدولية، مشيرا إلى أن "من يوزع الغذاء والدواء يهيمن على حياة الناس." كما قد تتيح هذه الخطوة لإسرائيل طرد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، الأونروا، التي يعتبرها اليمين معادية للصهيونية.
وفي هذه الأثناء، تواصل حماس إدارة المنطقة بين محور "نيتساريم" ومحور فيلادلفيا، تحت طوق حصار إسرائيلي يتحكم بإمدادات المساعدات. وقال بِن إن "هذا هو مغزى تصريحات نتنياهو حول المحور، بأن الحدود بين غزة ومصر ستظل تحت السيطرة الإسرائيلية."
وأضاف بِن أنه "في هذا السياق، يأمل نتنياهو وشركاؤه أنه بعد شتاء آخر في الخيام وبلا خدمات أساسية، سيدرك مليونا فلسطيني يزدحمون في رفح وخانيونس والمواصي أنهم لن يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم المدمرة، مما قد يدفعهم لليأس من حكم حماس ويشجعهم على الهجرة إلى خارج القطاع."
المصدر: هآرتس