أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بالتعاون مع مؤسسة "نورك" في يوليو الماضي، شمل 1502 من المواطنين البالغين، أن الأمريكيين يرغبون بشكل ساحق في كل مظاهر الحلم الأمريكي التقليدية "امتلاك منزل، تكوين أسرة، التطلع إلى تقاعد مريح"، ولكن قِلة قليلة منهم يعتقدون أنهم يستطيعون تحقيق ذلك بسهولة.
وفي تقريرها الصادر يوم الأربعاء، أشارت الصحيفة إلى وجود فجوة صارخة بين رغبات الناس وتوقعاتهم، وأضافت: "كان الاتجاه متسقا عبر الجنس والخطوط الحزبية، لكنه كان أكثر صدقا بالنسبة للأجيال الأصغر سنا الذين أصبحوا غير قادرين على امتلاك المساكن ويعانون من أسعار فائدة مرتفعة وديون طلابية".
وفي حين قال 89% من المشاركين إن امتلاك منزل أمر ضروري أو مهم لرؤيتهم للمستقبل، قال 10% فقط إن امتلاك منزل أمر سهل أو سهل إلى حد ما. كما تم تصنيف الأمن المالي والتقاعد المريح على أنهما ضروريان أو مهمان من قبل 96% و95% من الناس على التوالي، ولكن تم تصنيفهما على أنهما سهلان أو سهلان إلى حد ما من قبل 9% و8% فقط.
وقبل اثني عشر عاما، عندما سأل الباحثون في معهد "ببليك ريليجن" للأبحاث 2501 شخصا عما إذا كان الحلم الأمريكي "ما زال قائما"، أجاب أكثر من نصفهم بأنه كذلك.
وعندما طرحت صحيفة "وول ستريت جورنال" نفس السؤال في يوليو 2024، انخفضت هذه النسبة إلى نحو ثلث المستجيبين.
"وبحسب العديد من المقاييس، يقول خبراء الاقتصاد إن الناس على حق في الشعور بأن فرصهم في تحقيق النجاح قد تضاءلت"، كما أشار التقرير.
والجدير ذكره، أن مجموعة من المنظمات المختلفة قامت خلال السنوات الأخيرة بدراسة مصطلح "الحلم الأمريكي" باعتباره هدفا قوميا، وأشارت نتائج هذه الدراسات إلى أنه خلال فترة التسعينيات وحتى بداية الألفينيات، وهي فترة تتسم بازدهار ثروة الولايات المتحدة، اعترف عدد متزايد من الناس بفقدانهم الثقة في "الحلم الأمريكي".
"الحلم الأمريكي" الذي أعرب عنه جيمس تراسلو أدامز عام 1931، يمنح الأمريكيين أملا وشعورا بقدرتهم على تحقيق حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة، وجاءت فكرة "الحلم الأمريكي" مرسخة في الجملة الثانية من إعلان الاستقلال والتي تنص على أن "كل الناس قد خلقوا متساوين، ولهم بعض الحقوق غير القابلة للتغيير والتي تضم حق الحياة والحرية والسعي وراء تحقيق السعادة".
ويعتقد أن "الحلم الأمريكي" قد ساعد على بناء خبرة أمريكية متماسكة، بينما لامه البعض بسبب توقعاتهم الوخيمة. ولم يساعد وجود "الحلم الأمريكي" معظم الأقليات العرقية ومواطني الطبقة الدنيا عبر التاريخ في الحصول على قدر أكبر من المساواة والنفوذ الاجتماعي، ولكن على النقيض، اعتبره البعض "كابوسا" وأن هيكل الثروة الأمريكية يدعم فكرة التعدد الطبقي لصالح الجماعات ذات المراكز المرموقة.
المصدر: RT + "وول ستريت جورنال"