وشدد دويفيدي، الذي يعتبر من البراهمة المعروفين في الهند (البراهمة اسم يطلق على أفراد الطبقة العليا، وهي طبقة الكهنوت عند الهندوس)، على أن هذا التصرف قد لا يكون مجرد تعبير عن الصداقة، بل محاولة تساعد على فهم طاقة المحاور ومدى صدقه واتجاه مزاجه.
وأضاف في حديث مع مراسل تاس: "في بعض تقاليدنا الروحية، يمكن أن يرمز العناق إلى اندماج الطاقات ويساعد على الإحساس بطاقة الشخص الآخر. ليس عبثا أن يقوم صاحب المعرفة والاطلاع بضم الطرف المقابل إلى قلبه. هذا التصرف يسمح له بالشعور بمدى صدق هذا الشخص وهل هو نزيه فعلا أو ماكر، مخادع أو حسن النية".
ونوه بأنه لاحظ منذ فترة طويلة، أن مودي يفضل معانقة الزعماء الأجانب عند الاجتماع بهم. وشدد دويفيدي على أنه يرى في ذلك تنفيذا للعادات القديمة الموصوفة في الملاحم القديمة "رامايانا" و"ماهابهاراتا".
وقال: "في رامايانا، قام راما عند اللقاء بمعانقة لاكشمان، وملك القرود سوجريفا، وهانومان، وغيرهم من أبطال الملحمة. ولم يحدث ذلك بدون قصد بتاتا، لأن راما تمكن بهذه الحركة من أن يفهمهم، ويشعر بما إذا كان لديهم طاقة جيدة".
ويشار إلى أن قيام مودي باحتضان العديد من الزعماء العالميين، اكتسب دلالات سياسية في الآونة الأخيرة.
وخلال مؤتمر صحفي بعد محادثات 23 أغسطس بين مودي وفلاديمير زيلينسكي في كييف، سأل الصحفيون الغربيون وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار عن كيف يمكن التوفيق بين "احتضان" مودي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومن ثم بعد فترة عناقه مع زيلينسكي. وأشار الوزير إلى أن رئيس الحكومة الهندية احتضن زعماء أجانب آخرين، وإذا لم يكن هذا جزء من الثقافة الغربية، فهو "جزء من ثقافتنا".
وتابع دويفيدي: "أعتقد أن هذه الممارسة تساعد رئيس وزرائنا، الذي يمارس اليوغا بنشاط، على الشعور بنوع الطاقة التي يمتلكها محاوره، وما الذي يحمله إلى المفاوضات".
زار مودي أوكرانيا في 23 أغسطس، في زيارة هي الأولى لرئيس حكومة هندي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1992. وجاء وصول مودي بعد شهر ونصف الشهر من انتقاد زيلينسكي لزيارته إلى موسكو في يوليو الماضي، ووصف زيلينسكي ذلك الاجتماع بأنه "خيبة أمل كبيرة وضربة مدمرة لجهود السلام"، كما انتقد مودي لمعانقته بوتين خلال اجتماعهما.
المصدر: تاس