يتبين ذلك من وثائق أرشيفية صدرت عن المركز الوطني للذاكرة التاريخية التابع للرئاسة الروسية بمناسبة الذكرى الثمانين لتحرير باريس من الاحتلال النازي.
وذكرت الوثائق، أن فيلديه كان أول من نشر ووزع صحيفة سرية تحمل اسم المقاومة.
وتدل المواد المنشورة على أن المهاجر الروسي المذكور، وهو مختص في مجال إثنولوجيا الشعوب الفنلندية الأوغرية وعمل في متحف باريس للإنسان، قام في منتصف ديسمبر 1940 مع زملائه ورفاقه، بنشر وبدأ بتوزيع صحيفة سرية تدعو إلى مقاومة الاحتلال النازي. وتصدرت كلمة "المقاومة"، عنوان العدد الأول من المنشور، وكانت تستخدم في المصادر المطبوعة لأول مرة، ومنذ ذلك الحين أطلق هذا الاسم على الحركة الوطنية بأكملها في فرنسا خلال سنوات الحرب.
وقالت الصحيفة في عددها الأول: "قاوموا، وليكن ذلك صرخة من قلوبكم، في المحنة وقع وطنكم فيها. لتكن هذه صرخة جميع الرافضين للخضوع وجميع الذين يريدون أداء الواجب".
وشددت الصحيفة على أن المقاومة، تعني في المقام الأول تنفيذ تدابير معقولة ومفيدة لصالح المجتمع. ودعت الصحيفة، كافة المواطنين إلى تنظيم أنفسهم والقتال ضد المحتلين بالتعاون مع الحلفاء خارج فرنسا ومعاقبة وملاحقة الذين تخلوا عن وطنهم وخانوه.
وبحسب الوثائق، كانت مؤلفة النشيد غير الرسمي للمقاومة الفرنسية - "أغاني الثوار" - المهاجرة الروسية آنا مارلي (1917-2006)، واسمها الحقيقي آنا بيتولينسكايا. أصبحت أغنيتها شائعة جدا لدرجة أنه بعد نهاية الحرب تم اقتراح جعلها النشيد الوطني لفرنسا.
دارت معارك تحرير باريس في الفترة من 19 إلى 25 أغسطس 1944. ودفعت نجاحات الحلفاء التكتيكية، القوات الفرنسية الحرة - الحركة السرية الباريسية - إلى بدء انتفاضة في العاصمة. وفي 25 أغسطس، سقطت حكومة فيشي العميلة للنازية.
وتؤكد الوثائق المنشورة، أن المهاجرين وقفوا مع بدايات المقاومة الفرنسية. وقاتل ما لا يقل عن 5 آلاف مواطن سوفيتي ومهاجر روسي في صفوف هذه الحركة.
المصدر: تاس