ويعتزم ناشطون في مدينة شيكاغو تنظيم تظاهرات خارج مقر انعقاد المؤتمر، للفت الانتباه إلى قضايا داخلية والحرب في قطاع غزة.
ومع ترشيح نائبة الرئيس جو بايدن، كامالا هاريس، التي تعتبر، بحسب الصحيفة، أكثر تعاطفا مع النشطاء المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، تراجعت المخاوف من احتجاجات أشمل كانت ستعطّل المؤتمر لو بقي الرئيس جو بايدن مرشحا للديمقراطيين.
ومع ذلك، لا يزال من المتوقع تجمع عشرات الآلاف من المحتجين، وتبقى إمكانية حدوث اضطرابات كبيرة قائمة.
وعقدت مديرة حملة هاريس، جولي تشافيز رودريغيز، اجتماعات الأسبوع الماضي، للاستماع إلى مخاوف بعض العرب الأمريكيين وبعض المندوبين الممثلين للناخبين الديمقراطيين الذين صوتوا بـ"عدم الالتزام" في الانتخابات التمهيدية احتجاجا على سياسة بايدن تجاه إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، يواجه الديمقراطيون سؤالا محوريا خلال المؤتمر: "هل يمثل المحتجون شريحة مؤثرة من الناخبين قادرة على تغيير نتيجة انتخابات نوفمبر، أم أنهم مجرد متطرفين يساريين ينبغي مقاومتهم في سبيل استمالة الناخبين المعتدلين؟".
وفي كلتا الحالتين، ستكون الحرب قضية محورية طوال المؤتمر، كما أكد حاكم نيو جيرسي، فيل ميرفي، قائلا: "إنها حقيقة لا يمكن تجاهلها. هناك الكثير من المآسي وفقدان الأرواح البريئة، ناهيك عن المخاطر الجيوسياسية الكبيرة التي للأسف لن تختفي في المستقبل القريب".
وأثارت الاحتجاجات على الحرب، بقيادة بعض العرب والمسلمين الأمريكيين والشباب التقدميين، اضطرابات في الجامعات والمدن عبر البلاد هذا الربيع، ولاحقت ظهور بايدن خلال حملته قبل انسحابه من سباق الترشح. كما ظهر المحتجون، وإن بشكل أقل حدة، في بعض فعاليات هاريس منذ أن أصبحت المرشحة الفعلية.
من جهتهم، يطالب الناخبون اليهود وبعض المعتدلين السياسيين بموقف أكثر وضوحا من هاريس يؤكد دعمها للتحالف الأمريكي الإسرائيلي ومواجهتها لليسار السياسي.
ووفقا للصحيفة تبقى مساعي هاريس في تهدئة كلا الطرفين غير واضحة النتائج، مشيرة إلى أنه بالنسبة لغالبية الناخبين الديمقراطيين، بمن فيهم الشباب، لا تحظى الحرب في غزة بنفس الأهمية التي تحظى بها قضايا التضخم وأزمة الإسكان والإجهاض.
وكشف استطلاع رأي حديث أجرته جامعة شيكاغو ومؤسسة "GenForward،"عن انقسام في آراء الناخبين دون سن الأربعين حول المساعدات العسكرية لإسرائيل. فقد عارضها 36 في المئة، بينما أيدها 33 في المئة، في حين لم تبد نسبة 29 في المئة موقفا محددا.
وقالت المجموعة المؤيدة للفلسطينيين، التي تطلق على نفسها اسم "مندوبون ضد الإبادة الجماعية"، إنها ستمارس حقوقها في حرية التعبير خلال الأحداث الرئيسية في المؤتمر الوطني الديمقراطي.
وامتنع منظمو المجموعة عن ذكر تفاصيل، لكنهم قالوا إنهم يشجعون المؤيدين على ارتداء الكوفية الفلسطينية وحمل الأعلام الفلسطينية، وسيسعون إلى إجراء تعديلات في برنامج الحزب، في حين يحثون المندوبين على التحدث في قاعة المؤتمر.
ومساء الأحد تجمع نحو ألف من المحتجين المؤيدين للفلسطينيين ونظموا تظاهرة في وسط شيكاغو.
ويقول المندوبون المؤيدون للفلسطينيين إنهم يستحقون دورا أكبر في كتابة برنامج الحزب. ويقام المؤتمر في شيكاغو، التي تضم أكبر عدد من الأميركيين من أصل فلسطيني مقارنة بأي مدينة أميركية أخرى.
وقال ليانو شارون، مستشار الأعمال والمندوب الذي وقع على برنامج بديل مع 34 مندوبا آخر "سنجعل أصواتنا مسموعة. حرية التعبير تتضمن بالضرورة الحق في الوقوف والتعبير عن الرأي حتى عندما تأمر السلطة في القاعة بالصمت".
ومن المقرر تنظيم احتجاجات واسعة أمام القنصلية الإسرائيلية وسط شيكاغو، وفي محيط مكان انعقاد المؤتمر أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس. ويقول منظمون إن عدد المحتجين قد يرتفع إلى أكثر من 100 ألف.
المصدر: "نيويورك تايمز"