وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المناورة المتهورة، التي تشبه إلى حد كبير "الحيلة اليائسة" تستحق ممثلا من الدرجة الثانية كي يقوم بها وليس "رجل دولة محنك"، إذ تحولت الموارد الحاسمة عن ساحة المعركة الأساسية في سبيل محاولة تقديم "مكاسب استراتيجية" لا تذكر.
وأكدت أن الغزو الأوكراني لمقاطعة كورسك الروسية استحوذ على عناوين الأخبار إلا أن مثل هذه "الانتصارات" السطحية لا تقدم الكثير في سبيل تغيير الديناميكيات الأساسية للصراع.
ولفت مقال الصحيفة إلى أنه على الرغم من "انتكاساتها"، تظل روسيا قوة عسكرية هائلة تمتلك ترسانة ضخمة ورادعا نوويا وأن أوكرانيا، رغم إظهارها للشجاعة والقدرة على الصمود، تواجه تحديا هائلا في التغلب على هذا التفاوت الهائل.
وشدّدت على أن الأمر الأكثر خطورة هو أن هذا التحويل للقوات من المسرح الرئيسي للحرب يمثل خطأ استراتيجيا كبيرا، فكل جندي ودبابة وقطعة مدفعية يتم نشرها في سبيل التوغل في أراضي روسيا يمثل خسارة للمحاولات الأوكرانية لاستعادة الأراضي التي تعتبرها محتلة من قبل روسيا.
وتابعت الصحيفة: "بدلا من ذلك، تجد أوكرانيا نفسها متورطة في مسعى مكلف وغير مجد في نهاية المطاف. وبينما يراقب العالم في ذهول، فإن المعركة الحقيقية من أجل "مستقبل أوكرانيا" تستمر في الظهور في أماكن أخرى.. "إن قرار زيلينسكي بالمقامرة على حيلة دعائية عالية المخاطر هو سوء تقدير مأساوي قد يكون له عواقب بعيدة المدى".
واعتبرت أن التوغل "المطول" في روسيا من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع، وجذب دول أخرى، وربما يؤدي إلى مواجهة عالمية كارثية.. "إنها لعبة خطيرة، حيث تكون المخاطر على الإنسانية ككل مرتفعة بشكل لا يمكن تصوره".
واختتم مقال الصحيفة: "تواجه أوكرانيا منعطفا حاسما.. إهدار الموارد الثمينة على لفتة رمزية يشكل ترفا لا تستطيع البلاد أن تتحمله".
المصدر: The Hill