وذكر داسيتش أن الشرطة اعتقلت 17 مواطنا صربيا واثنين من الأجانب على خلفية احتجاجات الليلة الماضية، وأضاف أن المتظاهرين في بلغراد تصرفوا مثل المشاركين في "الثورات الملونة".
وقال: "بعد المسيرة، تصرف منظموها خلافا لما التزموا به في طلبهم لإجراء الفعالية الاحتجاجية، وأدى ذلك إلى الإخلال بالنظام العام، فضلا عن عرقلة خطوط النقل الدولية، مما عرض سلامة المواطنين للخطر".
وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر الشرطة وهي تزيح المتظاهرين إلى خارج محطة بلغراد الجديدة.
من جانبه، أشار الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش في كلمة له اليوم الأحد إلى أن "تدخل الشرطة جرى دون استخدام أدنى حد من القوة" وشكر قوات الأمن على "صبرهم واحترامهم لجميع حقوق أولئك الذين لم يحترموا حقوق الآخرين، على عكس ما يحدث في بلدان أخرى من العالم".
وكان معارضو تعدين الليثيوم في صربيا نظموا مسيرة حاشدة مساء أمس السبت في شوارع وسط بلغراد تحت شعار "لن يكون هناك منجم"، ثم قاموا بإغلاق الجسر على الطريق السريع الدولي بودابست-ثيسالونيكي ومحطة القطار المركزية في العاصمة.
وحسب وزارة الداخلية، فقد شارك في الاحتجاجات نحو 27 ألف شخص، وتخللتها بعض الاشتباكات.
في عام 2022، تخلت السلطات الصربية عن مشروع مشترك مع الشركة الأسترالية البريطانية "ريو تينتو" لتطوير رواسب معدن ياداريت المحتوي على الليثيوم في محيط مدينة لوزنيكا.
حدث هذا بعد سلسلة من الاحتجاجات التي قام بها نشطاء البيئة الذين أغلقوا الطرق السريعة الرئيسية في الجمهورية والجسور وشوارع المدينة.
وفي يوليو 2024، ألغت المحكمة الدستورية الصربية هذا القرار الحكومي، مما جعل من الممكن استئناف المشروع.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل يومين أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن سلطات صربيا تلقت معلومات من روسيا حول أن هناك تحضيرات لأعمال الشغب في البلاد لغرض إسقاط الحكومة.
من جانبها حذرت الخارجية الروسية الخميس الماضي من احتمال تجدد محاولات "قوى خبيثة" لزعزعة الاستقرار السياسي في صربيا، مشيرة إلى أن تلك القوى "تحت ستار النوايا الحسنة، ومن خلال وسائل الإعلام العميلة والمنظمات غير الحكومية.. والتركيز على استخدام مواضيع بعيدة عن السياسة كذريعة لإثارة السخط العام.. تحاول تأجيج المشاعر السلبية في المجتمع وتوجيهها ضد قيادة الدولة".
المصدر: "تاس"