وبعد مقتل واختطاف المئات الآخرين، سمع الجمهور الإسرائيلي المصدوم اعترافات متواضعة بالمسؤولية من رؤساء قوات الدفاع وجهاز الأمن الداخلي في البلاد، ولكن لم يسمع شيئا من نتنياهو.
وكان "اعتذاره الوحيد" هو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي ألقى من خلاله باللوم على القيادات الأمنية لفشلهم في إحباط الهجوم.
وفي وقت مبكر من محادثة استمرت 66 دقيقة مع مجلة "تايم" في الرابع من أغسطس في مكتب رئيس الوزراء في القدس كان السؤال هو "هل سيقدم اعتذارا للإسرائيليين؟".
وفي رده على السؤال قال نتنياهو: "أعتذر؟.. "بالطبع بالطبع.. أنا آسف بشدة لحدوث شيء كهذا.. أنت دائما تنظر إلى الوراء وتقول هل كان بوسعنا التصرف بشكل مختلف لمنع ذلك؟".
وتقول المجلة إن هذا سؤال محفوف بالمخاطر بالنسبة لنتنياهو فمن خلال مزيج من التقلبات الانتخابية والتغيرات الإقليمية الشاملة فإن فترة ولايته التراكمية التي تبلغ قرابة 17 عاما أطول من فترة أي شخص آخر قاد إسرائيل التي تكبره سنا بعامين فقط.
وعلى مدى هذه الفترة تم بناء قدرة نتنياهو السياسية حول حجة ثابتة واحدة هي أنه الزعيم الوحيد القادر على ضمان سلامة إسرائيل.
وأشار خلال الحوار مع "تايم" إلى التهديدات التي أطلقها حزب الله فيما يتعلق بهجوم مخطط له على إسرائيل، وقال: "أعتقد أنهم يجب أن يفكروا في عواقب مهاجمة إسرائيل وفتح حملة عسكرية أوسع.. أعتقد أنهم يجب أن يفكروا مرتين حول القضية".
كما سئل نتنياهو عن مسألة التعامل مع حماس فأجاب: "نحن لا نتعامل مع حماس فقط، بل نواجه المحور الأوسع للإرهاب الإيراني الذي يشمل حماس والحوثيين وحزب الله والميليشيات الشيعية وسوريا والعراق.. وفي الوقت نفسه الذي نبذل فيه جهودا لإنشاء جبهة أخرى ندرك أنه يجب علينا تنظيم طرق دفاع أفضل، مما يؤثر على المنطقة بأكملها بما في ذلك الدول العربية الشريكة لنا".
وردا على تنفيذ إسرائيل عقابا جماعيا ضد أهالي غزة، قال نتنياهو: "لقد بذلنا قصارى جهدنا للسماح بالمساعدات الإنسانية منذ بداية الحرب"، وأشار إلى تسليم المساعدات الإسرائيلية عن طريق الشاحنات.
وفيما يتعلق "باليوم التالي بعد الحرب في غزة" صرح نتنياهو: "أود أن أرى حكومة مدنية يديرها سكان غزة ربما بدعم من الشركاء الإقليميين".
وردا على سؤال بخصوص الدول العربية التي ستشارك في تشكيل الحكومة في غزة، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه "كلما قللت الحديث عنها، زادت فرصة نجاحنا إلى حد ما".
وتحفظ نتنياهو بتصريحه قائلا: "إن التسوية طويلة الأمد مع الفلسطينيين تعني أنهم سيكون لديهم كل الصلاحيات لحكم أنفسهم، ولكن لن تكون لديهم أي من الصلاحيات لتهديدنا.. وهذا يعني أن المسؤولية الأمنية العليا ستترك في أيدي إسرائيل الأمر الذي سيحرم سكان غزة من سلطات سيادية ولا شك في ذلك".
المصدر: "تايم"