وقال شويغو خلال زيارته إلى أذربيجان: "أتيحت للسلطات الأوكرانية ثلاث فرص في التاريخ المعاصر لضمان السلام والاستقرار المستدامين أضاعتها جميعها، واتخذت قرارات في كل مرة بناء على أوامر من الخارج حتى خسرت أراضيها".
وأشار شويغو إلى أن الفرصة الأولى التي أهدرتها كييف كانت في خرقها اتفاق فبراير 2014 لحل الأزمة السياسية الداخلية في أوكرانيا، وشهد على الاتفاق وزيرا خارجية ألمانيا شتاينماير، وبولندا سيكورسكي، والمدير السياسي لوزارة الخارجية الفرنسية فورنييه.
وتابع: الاتفاق نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية والتحضير لتعديل دستوري يمنح مناطق دونباس حقوقها والحكم الذاتي. وبدلا من الامتثال للاتفاق، "قام الجيش الأوكراني والعصابات القومية المكونة بشكل أساسي من النازيين الجدد وغيرهم من العناصر القومية المتطرفة بشن عملية عسكرية على المناطق الشرقية.
وبرغم تورط الأوروبيين المباشر فيما حدث، وفقا لشويغو، تظاهروا بأن شيئا لا يحدث، ولا توجد اتفاقيات على الإطلاق، وهو ما تسبب في انفصال شعب شبه جزيرة القرم عن سلطات كييف.
المرة الثانية، بحسب شويغو، كانت بعد عام من هذا التاريخ، في فبراير 2015، بوساطة من كانوا آنذاك قادة ألمانيا أنغيلا ميركل، وفرنسا فرانسوا هولاند، حيث تم التوقيع على مجموعة من التدابير لتنفيذ اتفاقيات مينسك. وأشار إلى البنود الأساسية للاتفاقيات المتعلقة بحل القضايا الأمنية، وفي المقام الأول وقف إطلاق النار في دونباس.
وتابع شويغو: "في وقت لاحق، اعترف هؤلاء أنفسهم، ومعهم الرئيس الأوكراني آنذاك بيوتر بوروشينكو بأنه لم يكن من المخطط تنفيذ اتفاقيات مينسك، وإنما كانت فقط بهدف إعطاء أنفسهم فرصة لحشد سلطات كييف لقواتها والقمع العنيف اللاحق للمناطق الشرقية".
ووفقا له، فلم يغض الغربيون الطرف عن فشل كييف في تنفيذ اتفاقيات مينسك فحسب، بل قاموا أيضا بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر، وتغاضوا في الوقت نفسه عن تعزيز الأيديولوجية النازية لنظام كييف ودفعها إلى التمرد والصراع المباشر مع موسكو، وقال: "إنها نفس الطريق التي رعت بها الدول الغربية، ثلاثينيات القرن الماضي، نظام هتلر في ألمانيا. لكن يبدو أن الجيل الجديد من السياسيين الأوروبيين غابوا عن حصص التاريخ في المدارس. فماذا كانت النتيجة التي حصل عليها الأوكرانيون بإملاء من الغرب؟ خسارة لا رجعة عنها لمناطق دونباس".
وكانت المرة الثالثة، وفقا لشويغو، ربيع عام 2022، عندما حاولت روسيا مرة أخرى التوصل إلى اتفاق بشأن شروط ومبادئ وقف إطلاق النار والتسوية السلمية اللاحقة، ووافقت أوكرانيا على هذا الحل الوسط المعقول، بل ووقعت بالأحرف الأولى على مسودة الوثائق، وسحبت روسيا من جانبها قواتها من كييف، "فماذا كانت النتيجة" تساءل شويغو.
وتابع: "بعد تعليمات من رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون، رفضت كييف تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها، وتم إلغاء التوقيع، بل وقتل أحد المفاوضين من الجانب الأوكراني على يد الأجهزة الأوكرانية الخاصة".
وخلص شويغو إلى القول: "فمن تم خداعه في النهاية؟ نحن؟ كلا، لقد خدع الأوكرانيون أنفسهم قبل أي أحد آخر. والنتيجة معروفة: سقوط عدد ضخم من الضحايا، وفقدان كييف السيطرة على مناطق واسعة من البلاد".
المصدر: RT