ووقعت تلك المحاولة الانقلابية، في ليلة 15 من يوليو من العام 2016، وتقول أنقرة إن (تنظيم جماعة فتح الله غولان الإرهابي)، المدعوم من دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وهو من نفذ هذه المحاولة، للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، وتشكيل نظام سياسي جديد في البلاد.
وقتل في تلك المحاولة الانقلابية برصاص الانقلابيين 253 مواطنا تركيا، وفق ما أعلنت الجهات الرسمية التركية.
وتسلط هذه الذكرى للمحاولة الانقلابية، الضوء على (جدلية علاقات أنقرة مع حلفائها الغربيين)، وعلى رأسهم واشنطن. إذ توجه أنقرة على الدوام، اتهامات صريحة ومباشرة لهذه الأطراف الغربية، بأنها تدعم المنظمات الإرهابية في شمالي سورية والعراق، وتحتضن قيادات وعناصر من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، وجماعة فتح الله غولان، وهي كلها جماعات تصنفها أنقرة على أنها إرهابية وتهدد أمنها القومي.
وكانت أنقرة، قد وجهت سابقا، اتهامات "لبعض الأطراف الإقليمية" بدعم وتمويل الانقلابيين والمحاولة الانقلابية في تركيا، ولكن الحديث عن هذا الأمر، قد غاب نهائيا مؤخرا، خصوصا بعد المصالحة التركية مع تلك الأطراف.
ومنذ تلك المحاولة، كثفت السلطات التركية ما تصفها بحربها ضد جماعة فتح الله غولان، واعتقلت عشرات الآلاف منهم على مدى السنوات الماضية، فيما تواصل حملات الاعتقالات ضدّ هذه الجماعة حتى اليوم.
ولكن المواجهة الصريحة والعلنية والمباشرة، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهذه الجماعة، لم تبدأ في ليلة الخامس عشر من يوليو، بل منذ العام ألفين وثلاثة عشر، أي منذ قضية تعرف بفضائح الفساد الحكومي، والتي كُشفت فيها ما قيل إنها ملفات فساد لبعض وزراء حكومة أردوغان، وبعض أبناء وزراء حكومته، لتبدأ بذلك شرارة المواجهة العلنية والصراع، بين نفوذ جماعة غولان الكبير داخل المؤسسات في البلاد، وبين نفوذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته وحزبه الحاكم.
وتقول السلطات التركية، إنها طلبت من واشنطن، أن تسلمها زعيم جماعة فتح الله غولان، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميريكية منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، ولكن السلطات الأمريكية ترفض الاستجابة لهذا الطلب، متذرعة بأن القرار في البتّ بالأمر هو قرار قضائي وليس سياسي، وأن القضاء الأميركي يدرس هذا الطلب المقدم من وزارة العدل التركية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قال قبل يومين، إنهم (أحبطوا خلال ليلة واحدة، وهي ليلة المحاولة الانقلابية بالخامس عشر من يوليو من العام 2016، خططا شريرة عمرها أكثر من أربعين عاما لجماعة فتح الله غولان).
وتسببت تلك المحاولة الانقلابية كذلك، بالكثير من الجدل وتبادل الاتهامات بين مختلف الأطراف السياسية في تركيا، إذ اتهمت الحكومة والحزب الحاكم، المعارضةَ الرئيسيةَ بأنها دعمت الانقلابيين وأيدتهم، فيما تنفي المعارضة ذلك جملة وتفصيلا، وتقول إن أعضاءها في البرلمان كانوا أول من وصلوا لمبنى البرلمان التركي إلى جانب البرلمانيين من الأحزاب الأخرى، للتأكيد على رفضهم للانقلاب، وللمشاركة في حماية المؤسسات السيادية ولا سيما البرلمان الذي يمثل الشعب وإرادته.
المصدر: RT