وقد أيد رئيس الوزراء الهنغاري أوربان فعليا دونالد ترامب لمنصب الرئيس في مقابلة بوكالة الإعلام Axel Springer الألمانية التي تمتلك "بوليتيكو"، يوم أمس الأحد، وقال إن التغيير سيكون "مفيدا للعالم".
يأتي ذلك عشية قمة "الناتو" المزمعة في واشنطن هذا الأسبوع، حيث انتقد أوربان الولايات المتحدة لانتهاجها "سياسة الحرب" في أوكرانيا بدلا من استراتيجية تحقيق السلام، وقارن أوربان السياسة الأمريكية "السلبية" بخطة السلام الصينية ذات المصداقية.
وتابع أوربان أن هناك "فرصة كبيرة للغاية" لعدم إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، ووصف ذلك بـ "النتيجة الإيجابية". وقال إنه "لا يريد التدخل كثيرا في الانتخابات الأمريكية"، لكنه أشاد بترامب بقوله إنه "رجل عصامي"، و"لديه نهج مختلف في كل شيء"، وقال: "إن هذا سيكون مفيدا للسياسة العالمية، فهو رجل السلام، وفي فترة ولايته التي دامت أربع سنوات، لم يقم بشن حرب واحدة، وفعل الكثير من أجل إحلال السلام في الصراعات القديمة في مناطق معقدة للغاية".
وانتقد أوربان موقف إدارة بايدن تجاه العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، داعيا أوروبا إلى التوقف عن تقليد السياسة الخارجية الأمريكية مع توقعه صراعا دمويا متزايدا خلال الأشهر المقبلة.
وكان ترامب قد عرض خطة تهدف إلى إنهاء الحرب، يتم بموجبها دفع أوكرانيا على التفاوض على السلام أو المخاطرة بفقدان الدعم الأمريكي، وتحفيز روسيا للسعي لإنهاء الحرب، حيث تهدد واشنطن بتعزيز المساعدات العسكرية لكييف. وبهذا الشأن قال أوربان: "أعتقد أن القيادة الجديدة ستوفر فرصا جديدة".
وتأتي تصريحات أوربان عقب أقل من أسبوع من محادثاته في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال أوربان: "إن السلام ممكن في الصراع عندما يقرر جميع اللاعبين الرئيسيين: الولايات المتحدة والصين وأوروبا والدول المتحاربة، الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وتابع: "إن أوروبا، بدلا من أن يكون لدينا نهجنا وموقفنا الاستراتيجي المستقل، فإننا ببساطة ننسخ الموقف الأمريكي"، وقال: "إن لدى الصين خطة سلام، أما الولايات المتحدة فتدير سياسة الحرب".
وقد تعرض أوربان لانتقادات شديدة من زملائه الأوروبيين بسبب اجتماعه مع بوتين الأسبوع الماضي، حيث اتهمته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بـ "استرضاء بوتين"، وقال الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ إنه لا توجد مؤشرات على أن بوتين يريد الدخول في اتفاق سلام، وقالت رئيسة الوزراء الإستونية كاياك الاس إن أوربان "لا يمثل الاتحاد الأوروبي أو مواقفه بأي حال من الأحوال".
لكن أوربان دافع عن اجتماعاته في موسكو بقوله إنه "يتعين على أي شخص أن يكثف جهوده للانخراط دبلوماسيا مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب".
وتابع: "إن وظيفتي الآن لا أن أحكم من الجيد ومن السيء، ومن الجلاد ومن الضحية وإنما التركيز على كيفية تحقيق السلام، الذي يدونه يموت المزيد من الجنود من كلا الجانبين".
وحذر أوربان من أنه في الأشهر التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نوفمبر المقبل، فإن خط المواجهة "سيكون أسوأ بكثير مما هو عليه الآن"، موضحا أن بوتين وزيلينسكي واثقان من قدرتهما على الفوز في "الحرب" ويواصلان صمودهما، وقال: "صدقني أن الشهرين أو الثلاثة المقبلة ستكون أكثر وحشية مما تعتقد".
المصدر: بوليتيكو