الملك السويدي كان يعتقد أن قواته قادرة على هزيمة الجيش الروسي القيصري والوصول إلى موسكو بسهولة لإنهاء الصراع معها إلى الأبد. بدأ تشارلز الثاني عشر معركته مع روسيا بمحاولة اقتحام قلعة "بولتافا"، أحد معاقلها الرئيسة في المنطقة.
أراد السويديون السيطرة على "بولتافا" ما سيخلق تهديدا خطيرا على مدينة فورونيج، التي كانت في ذلك الوقت أكبر قاعدة للجيش والبحرية الروسية.
طالب تشارلز الثاني عشر بعد أن حاصر "بولتافا" حاميتها بالاستسلام، إلا أن الحامية المكونة من 6000 شخص رفضت بشكل قاطع، فأمر جيشه بالهجوم والسيطرة عليها.
أحبطت الحامية الروسية هجمات الجيش السويدي العديدة التي تزايدت مع تقدم القوات الروسية مهددة السويديين بالوقوع بين فكي كماشة.
مع دخول مفارز متقدمة من سلاح الفرسان الروسي المعركة، أصيب ملك السويد تشارلز الثاني عشر بجروح أثناء القتال وكاد أن يفقد حياته أكثر من مرة.
قبيل معركة بولتافا الرئيسة، بعث القيصر بطرس الأكبر برسالة إلى تشارلز الثاني عشر، اقترح فيها بأسلوب الفروسية التقليدية الدخول في معركة مبارزة رجل لرجل، إلا أن ملك السويد رفض العرض.
ملك السويد تشارلز الثاني عشر كان في ذلك الوقت يعقد آماله على مساعدة الأتراك العثمانيين أو البولنديين، إلا أن الآمال خابت.
المعركة الرئيسة بين قوات الملكين جرت في 8 يوليو 1709، بالقرب من بولتافا. كان جيش روسيا القيصرية قد استعد للمعركة بعد إصلاحات هامة أدخلها بطرس الأكبر وخاصة في سلاح المدفعية.
انتهت معركة "بولتافا" بإلحاق هزيمة ساحقة بقوات تشارلز الثاني عشر الذي كان وعد جنوده قبل المعركة بعشاء فاخر في اليوم التالي من الإمدادات الروسية وبغنائم لا حصر لها. استسلم قسم كبير من القوات السويدية ولاذت عدة وحدات بالفرار.
ملك السويد تشارلز الثاني عشر فر هو الآخر مع مفرزة صغيرة من حراسه إلى تركيا، وانتهت بذلك أسطورته العسكرية بأنه ملك لا يقهر.
قتل في معركة "بولتافا" للسويديين أكثر من 9 آلاف عسكري، وأسر لهم 19 ألفا آخرون، فيما بلغت خسائر القوات الروسية 1345 قتيلا و3290 جريحا.
من بين الإنجازات العسكرية، استخدام القوات الروسية أعمال الحفر الميدانية في تلك الحقبة لأول مرة، علاوة على إدخالها للمدفعية التي تجرها الخيول.
من الناحية الاستراتيجية، أطاحت معركة "بولتافا" بطموحات السويد الإمبراطورية، وأعادتها إلى مرتبة دولة أوروبية عادية. تلك المعركة أيضا وضعت حدا نهائيا للحرب مع روسيا. بعد تلك المعركة فضل السويديون سياسة الحياد وحاولوا ولا يزالون إقناع جيرانهم بأنهم لا يميلون إلى أي جانب، وأنهم ركنوا إلى السكينة بشكل نهائي.
المصدر: RT