وأكد مسؤول أمريكي في تصريح للصحيفة العبرية أن "القلق الرئيسي في إدارة بايدن هو أن نتنياهو سينقلب على الصفقة تحت ضغط من شركائه في الائتلاف بقيادة الوزيرين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين عارضا حتى الآن جميع الشروط المقترحة للصفقة"، مشيرا إلى أن حزب بن غفير صوت ضد الصفقة في نوفمبر والتي تم بموجبها إطلاق سراح العشرات غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
وأضاف المسؤول الأمريكي: "هذا شيء ليس لدينا سيطرة عليه".
وذكرت "هآرتس" أنه وبعد 24 ساعة من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الصفقة الجديدة لم يصدر أي رد فعل من وزراء اليمين المتطرف.
وأشارت الصحيفة إلى انه وبعد وقت قصير من تقديم بايدن الخطوط العريضة للصفقة، تم توجيه دعوة رسمية لنتنياهو لإلقاء كلمة أمام مجلسي الكونغرس في واشنطن.
وصرح المسؤول الأمريكي بأن الدعوة التي بادر بها رئيس مجلس النواب مايك جونسون من الحزب الجمهوري لم يتم تنسيقها مع البيت الأبيض، لافتا إلى أن الاستقبال الذي سيحظى به نتنياهو من أعضاء الحزب الديمقراطي سيواجه معارضة كبيرة من الجانب الديمقراطي إذا استمرت الحرب وما زال المختطفون في غزة، كما سيتأثر بسلوكه في الأسابيع المقبلة في ما يتعلق بالصفقة وإمكانية إنهاء الحرب.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن عرض يوم الجمعة مقترحا جديدا من 3 مراحل.
وقال بايدن في خطاب في البيت الأبيض بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن "المقترح يشمل وقفا شاملا لإطلاق النار والانسحاب من غزة وإطلاق سراح الرهائن".
وصرح بايدن بأنه "لا يمكن أن نفوت هذه اللحظة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.. لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".
- المرحلة الأولى تتضمن وقف إطلاق النار والإفراج عن عدد محدود من الأسرى وانسحاب إسرائيلي.
- المرحلة الثانية تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل.
- المرحلة الثالثة تشمل إعادة الإعمار وإعادة الجثث.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن مسؤولين كبارا في إسرائيل أفادوا بأن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل مسبقا بمضمون خطاب الرئيس الأمريكي الذي استعرض فيه الخطوط العريضة للمقترح الإسرائيلي لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب على غزة، وكذلك الوسيطين المصري والقطري.
وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع أن نتنياهو كان قد "رفض مقترحا مماثلا قبل بضعة أسابيع"، فيما لفت إلى أن "الأمريكيين عملوا بالتنسيق مع إسرائيل والدول الوسيطة ولم تكن هناك مفاجآت" وذلك في محاولة لتجنب إحراج إسرائيل وتجنب موقف مماثل لما حدث بداية شهر مايو حين رفضت تل أبيب مقترحا مصريا وافقت عليه حماس.
وأفاد تقرير الصحيفة بأن "الصفقة التي استعرضها بايدن تشبه إلى حد كبير الصفقة المصرية التي وافقت عليها حماس ورفضتها إسرائيل بداية مايو 2024، وتتضمن تسليم جثث القتلى وإطلاق سراح أسرى أحياء في المرحلة الأولى من الصفقة، والسعي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في القطاع في مرحلتها الثانية".
وشدد المسؤول الأمريكي الذي وصفته الصحيفة بأنه "مطلع" على المحادثات في هذا الشأن، على أن المسؤولين في تل أبيب باتوا "يدركون أنه لن يكون هناك صياغة عرض أفضل على المدى القريب".
وأوضح أن إدارة بايدن اعتبرت الرد الذي صدر عن مكتب نتنياهو في أعقاب خطاب بايدن "بمثابة إشارة إيجابية حول فرص التوصل إلى اتفاق"، واستدرك المسؤول الأمريكي قائلا: "لا يزال بإمكان نتنياهو أن يخلق صعوبات، لكن ردة فعله الليلة الماضية كانت مشجعة".
واستبعد المسؤول الأمريكي أن يكون "المسؤول الإسرائيلي الرفيع" الذي قدم إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية الليلة الماضية ضد خطاب بادين، من الدائرة المقربة من نتنياهو.
هذا، ونشر مكتب نتنياهو يوم السبت ردا جديدا باللغة الإنجليزية على مقترح الصفقة التي قدمها بايدن، وينص الرد الجديد على أن "إسرائيل ستواصل إصرارها" على هزيمة حماس قبل أي اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وأن أي اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار قبل استكمال تدمير قدرات حماس العسكرية، هو "غير قابل للتفاوض" بالنسبة لإسرائيل.
وقال نتنياهو في البيان إن "شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي القضاء على قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم وإطلاق سراح جميع الرهائن وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل".
وأضاف أن "إسرائيل ستبقى مصرة على تحقيق هذه الشروط قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وفكرة أن إسرائيل ستوافق على وقف دائم لإطلاق النار قبل تحقيق هذه الشروط غير مطروحة".
جدير بالذكر أن البيان الجديد الصادر عن نتنياهو لا يتضمن تحفظا صريحا على الصفقة.
من جهتها أعلنت حركة "حماس" أنها تنظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من دعوته لوقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتبادل للأسرى.
المصدر: "هآرتس"