جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمدينة هاربن بالصين خلال اليوم الثاني من زيارته، ردا على سؤال من الصحفي أندريه كوليسنيكوف من صحيفة "كوميرسانت" الروسية، بشأن مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا، والذي سيناقش ما يسمى بـ "صيغة زيلينسكي" للسلام، حيث سأل كوليسنيكوف: "ماذا لو دعيتم إلى المؤتمر، وما هي شروطكم للمشاركة؟".
بدأ الرئيس إجابته بأن السياسة "لا تقبل الصيغ الشرطية مثل (لو). إنهم لم يدعوننا، والأنكى من ذلك أنهم يقولون إنهم لا يرون مكانا لنا هناك" لذا طالما إنهم يتجاهلوننا فلا داعي لحضورنا.. هذا أولا، وثانيا، وهو الأهم.. نحن لسنا على استعداد أن "نبحث من نقطة المنتصف أمورا لا نعلمها".. لقد أجرينا مفاوضات شاقة لمدة شهر ونصف الشهر بداية في مينسك ثم في إسطنبول، وتوصلنا إلى بعض التوافقات، التي وقع عليها الجانب الأوكراني.
لقد عملنا على تلك التوافقات زمنا، أما الصيغ المطروحة للسلام حاليا فأساسها "الرغبات" وليس "الواقع الحقيقي على الأرض"ـ وهذا الطرح غير مقبول للنقاش، لكننا مستعدون للتفاوض، ولم نرفض ذلك أبدا.. وكما قلت لك سابقا، وأنا هنا لا أمزح ولا أختلق.. ما إن سحبنا، وفق الاتفاق السابق، قواتنا من هناك حتى سارع الغرب يطالب كييف بعدم التوقيع على التفاهمات التي توصلنا إليها، ومواصلة القتال.. طبعا امتثل نظام كييف بسرعة لطلبات الغرب، وقيل لنا على الفور حينها، الآن سوف نقاتل حتى النهاية".
وتابع بوتين: "قالوا لنا حينها، لن يكون هناك المزيد من المفاوضات.. أما الآن فيرون أن الأمور لم تجر كما خططوا.. قد يستطيعون القتال حتى النهاية لكنهم أدركوا أنه من المستحيل إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. وذهبوا اليوم ليعقدوا مؤتمرا عاجلا للسلام. هل تشارك روسيا في هذا المؤتمر؟ نحن على استعداد للمشاركة. لكنهم قالوا إنهم لم يدعوننا".
وأشار بوتين إلى أنهم بعد كل هذا "يتهمون روسيا بعدم الرغبة في التفاوض!".
وقال: "إن الهدف من مثل هذا المؤتمر هو جمع أكبر عدد ممكن من البلدان، وإقناع الجميع بأن العرض الأفضل هو تلك الشروط التي يقترحها الجانب الأوكراني، ثم يقدمون ذلك كإنذار نهائي لروسيا. فيبدو الأمر وكأن "العالم كله" يتفق على ذلك".
وتساءل الرئيس الروسي عما إذا كانت هذه طريقة مثمرة للتفاوض، وأجاب بالنفي.
وتابع: "لقد حاولوا إلحاق هزيمة استراتيجية ببلادنا في أرض المعركة وفشلوا، الآن يحاولون التفاوض وسيفشلون بنفس الطريقة".
وأكد بوتين على أن الطريق الوحيد هو العودة إلى ما انتهت إليه مفاوضات إسطنبول كقاعدة أساسية للتفاوض، وهي وثائق كتبها الجانب الأوكراني نفسه، بإملاء من الغرب، أو بموافقة الغرب على أقل تقدير.
المصدر: RT