البيت الأبيض كان أعلن في 14 مارس عام 2014 بعد ستة أيام من الاختفاء الغامض، أن طائرة الخطوط الجوية الماليزية "بوينغ 777" في رحلتها رقم 370، واصلت التحليق لساعات طويلة بعد انقطاع الاتصال بها واختفائها من شاشات الرادار.
الأمر ذاته توصل إليه تحقيق أجرته ماليزيا في وقت لاحق بالاشتراك مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وسنغافورة وإندونيسيا وأستراليا، حيث تبين أن الرحلة 370 بعد أن اختفت من شاشات الرادار أمضت 7 ساعات أخرى في الأجواء.
حتى الآن وبعد عملية بحث دولية كبرى هي الأغلى من نوعها في التاريخ، لم تتم الإجابة على سؤالين محيرين أساسيين، ماذا حدث لطائرة الركاب الماليزية؟ وأين سقطت؟
رئيس الوزراء الماليزي في ذلك الوقت نجيب عبد الرزاق كان أعلن أن رحلة الطائرة انتهت في مكان ما في المحيط الهندي، لكن لا تفاصيل أو معلومات شافية.
تفاصيل الاختفاء الغامض:
طائرة الركاب الماليزية "بوينغ 777" وعلى متنها 227 راكبا إضافة إلى طاقم مكون من 12 شخصا، كانت أقلعت ليلة 8 مارس 2014 في الرحلة رقم 370 من كوالالمبور في الساعة 00:41 بالتوقيت المحلي، وكان من المقرر أن تصل إلى مطار بكين في الساعة 06:30.
بعد 38 دقيقة، اجتازت طائرة الركاب المجال الجوي الماليزي، واتصل برج المراقبة بقبطان الطائرة في الساعة 01:19 وأمره بالتعامل مع برج المراقبة في مطار هوشي منه الفيتنامي، ثم تبادلا التمنيات بليلة سعيدة.
تلك كانت آخر كلمات صدرت عن طاقم الطائرة، وبعد ثلاث دقائق حدث الأمر المحير، فوق مكان ما في بحر الصين الجنوبي، جرى إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة.
المحققون اكتشفوا لاحقا أن طائرة الركاب الماليزية "بوينج 777"، لم تكتفي بوقف الاتصال اللاسلكي، بل وأوقفت جميع معدات تحديد الهوية، وبقيت بعد ذلك تطير لمدة 7 ساعات، وقد غيرت مسارها وارتفاعها عدة مرات، ثم توجهت إلى منطقة المحيط الهندي. اختفت الطائرة في جهة مجهولة من دون أثر، وازداد الغموض مع غياب أي دليل حول ما جرى.
عثر على بعض حطام طائرة الركاب الماليزية لاحقا، وكان ذلك بعد مرور 16 شهرا أو أكثر على الاختفاء الغامض. البقايا الصغيرة نقلتها التيارات المائية إلى شواطئ غرب المحيط الهندي، من بينها رفراف لجناح طائرة الركاب المختفية، عثر عليه على شاطئ جزيرة ريونيون. تلك البقايا دفعت الخبراء إلى استنتاج مفاده أن الطائرة لم تحاول الهبوط، بل سقطت في الماء.
روايات عن مصير الطائرة الغامض:
روايات عديدة حاولت تفسير ما حديث، بما في ذلك واحدة اشتبهت في أن يكون أحد الطيارين الاثنين سعى إلى الانتحار بهذه الطريقة الرهيبة.
رواية ثانية، تحدثت عن احتمال أن يكون اختفاء الطائرة على علاقة بمحاولة مسافرين اثنين كانا على متنها الهجرة إلى أوروبا بجوازي سفر مزورين!
الرواية الثالثة بطلتها امرأة وصفت بالغامضة، وقيل إنها اتصلت بالقبطان قبل يومين من اختفاء الطائرة، واستعملت شفرة تلفون اشترتها باسم مستعار!
الروايات تضاعفت مع الزمن، فيما اختفت الإجابات الشافية، وتعذر صياغة رواية منطقية محتملة عما حصل لطائرة الركاب الماليزية وعن المتورطين المحتملين.
قصة طائرة الركاب الماليزية في رحلتها رقم 370، ستبقى مفتوحة وأسئلتها المحيرة عالقة إلى أن يأتي الخبر اليقين، فهل سيحل "لعز القرن"، ويغلق هذا الملف، أم يبقى على حاله إلى الأبد؟
المصدر: RT