ولفتت الصحيفة الإسرائيلية بأن حوالي 70% من الرسائل المنقولة في خطابات نصرالله لا تتعلق بالمحتوى نفسه، بل تتعلق بلغة جسده، ونبرة صوته، وتعابير وجهه، مشيرة إلى أنه يتحدث بنصف ابتسامة ساخرة تمنح مستمعيه الشعور بأن لديه خدعة أخرى في جعبته.
وقالت إن "التبختر ينقل الثقة بالنفس، وبالتالي فإن أي شخص يسمع نصرالله ينجح في الوقوع في حب صورته.. إذا كان متبخترا، فمن المحتمل أنه يعرف شيئا لا نعرفه"، معتبرة أن نصرالله "حول الحرب النفسية إلى شكل من أشكال الفن. فهو لا يجري الكثير من المقابلات، الأمر الذي يخلق توقعات لخطاباته، ليس فقط بين جمهوره، بل أيضا بين المشاهدين في الخارج، وخاصة في إسرائيل. إنه هادئ للغاية ومتماسك، مما يساعده على إظهار ثقة كبيرة بالنفس".
ورأت أن "شيئا ما تغير في خطابي نصرالله الأخيرين. كلا الخطابين ألقيا في نفس الأسبوع، وهي أول علامة على أن شيئا ما نجح في هزه.. كما أنهما افتقرا إلى بلاغته المميزة، حيث سيطرت العاطفة على العقلانية. كانت خطابات عدوانية بشكل خاص وكان الغضب هو العاطفة الأساسية التي انبثقت منها".
وأضافت: "صحيح أن له اليد العليا بسبب خلو شمال إسرائيل من السكان، وهو أمر يعد إنجازا كبيرا بالنسبة له، لكن الضربات الأخيرة التي وجهها الجيش الإسرائيلي لشخصيات رئيسية في حزب الله نجحت في تغيير المعادلة".
وأشارت إلى أن "نقطة التحول هي المرحلة في اللعبة حيث لا عودة إلى الوراء، لذلك تحتاج إسرائيل، من ناحية، إلى إظهار أنها لا تستسلم، وهو ما يفعله وزير الدفاع يوآف غالانت بشكل ممتاز. ومن ناحية أخرى، فإن نصر الله لن يكون مستعدا للهرب. لذلك، سيكون من الجيد أن نقدم له سببا للاستسلام وحفظ ماء الوجه".
المصدر: "جيروزاليم بوست"