أفادت بذلك صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلا عن مصادر في واشنطن وطوكيو، مطلعة على مسار المفاوضات الدبلوماسية بين كوريا الشمالية واليابان، حيث تابعت أن فوميو كيشيدا يكثف جهوده للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سعيا لتحقيق "اختراق دبلوماسي" في محاولة لإنقاذ موقفه السياسي الهش، حيث يبدو هدف القمة التي روج لها كيشيدا هو ضمان إطلاق سراح المواطنين اليابانيين الذين "اختطفتهم" كوريا، كما تدعي طوكيو، "منذ عدة عقود"، وقد كثف كيشيدا جهوده هذا العام بعد "إشارات واعدة" من بيونغ يانغ.
وفي حديثه أمام البرلمان الياباني الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء للمشرعين إنه "من المهم للغاية بالنسبة له أن يأخذ على عاتقه زمام المبادرة لإقامة علاقات رفيعة المستوى بين البلدين"، وتابع أن اليابان "لا ينبغي أن تضيع دقيقة واحدة". وبحسب مصادر الصحيفة، فإن اليابان لم تبلغ الولايات لمتحدة باحتمال عقد القمة، مؤكّدة بذلك على حساسية الوضع.
وكان اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء الياباني وزعيم جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قد عقد عام 2004، حينما التقى جونيشيرو كويزومي مع كيم جونغ إيل في بيونغ يانغ. ورفض مكتب رئيس الوزراء الياباني كيشيدا التعليق، إلا أنه أشار إلى تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة في مقابلة إعلامية، حينما قال إنه "ينتهج نهجا مختلفا" تجاه كوريا الشمالية، وإنه مصمم على إجراء محادثات مباشرة مع كيم جونغ أون "دون أي شروط".
ووفقا لما ذكره أحد المسؤولين الأمريكيين، الذين أجرت معهم "فاينانشال تايمز" مقابلة، فإن واشنطن سترحب بالمشاركة رفيعة المستوى بين طوكيو وبيونغ يانغ طالما أن اليابان تعمل على حل أي مشكلات مع كوريا الجنوبية مقدما.
وقد احتل كيشيدا المركز الرابع فقط في قائمة السياسيين الذين يرغب الناخبون في رؤيتهم رئيسا للوزراء، حيث أجاب 29% من المشاركين في استطلاع للرأي، أجرته صحيفة "أساهي"، بأنهم لا يرون سياسيا يستحق منصب رئيس الوزراء على الإطلاق، فيما تبوأ المركز الأول بنسبة 18% وزير الدفاع السابق شيغيرو إيشيبا (البالغ من العمر 66 عاما)، والمعروف بتصريحاته القاسية ضد القيادة الحالية للبلاد، والداعي لإضفاء الطابع الديمقراطي على نظام تحديد زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، الذي يشغل كذلك منصب رئاسة الحكومة.
وقد حصل كيشيدا على دعم 7% فقط من المشاركين في استطلاع الرأي، وأصبح تصنيفه الآن منخفضا للغاية، وسط فضائح تنطوي على تزوير إقرارات كشف الذمة المالية من قبل بعض كبار ممثلي الحزب الديمقراطي الليبرالي. ووفقا لاستطلاع رأي أجرته نفس الصحيفة "أساهي"، فإن 23% فقط من الناخبين اليابانيين يوافقون على تصرفات الحكومة الحالية. وأظهرت دراسة أجرتها صحيفة كبرى أخرى "يوميوري" أن مستوى الدعم لكيشيدا بلغ 24%، وهي مستويات قياسية منخفضة للحزب الحاكم الذي استعاد السلطة في البلاد 2012.
المصدر: تاس