وقالت، إنه في ضوء الكثير من الاتهامات والادعاءات والمزاعم الإسرائيلية الملفقة فيما يتعلق بأحداث يوم 7 أكتوبر وما تلاه من تطورات ضمن عملية طوفان الأقصى، فإننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نوضح ما يلي:
- لقد استهدفت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر المواقع العسكرية الإسرائيلية، وسعت إلى أسر جنود العدو ومقاتليه، من أجل إطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، من خلال عملية تبادل. ولذلك تركز الهجوم على فرقة غزة العسكرية الإسرائيلية، وعلى المواقع العسكرية الإسرائيلية في مستوطنات غلاف غزة، والتي كانت دائما تشكل مصدر قصف وإطلاق النار على غزة وأهلها.
- إن تجنب استهداف المدنيين، وخصوصا النساء والأطفال وكبار السن، هو التزام ديني وأخلاقي يتربى عليه أبناء حماس. ونحن نؤكد ما أعلناه مرارا بأن مقاومتنا منضبطة بضوابط وتعليمات ديننا الإسلامي الحنيف، وأن استهداف جناحها العسكري هو لجنود الاحتلال، ومن يحملون السلاح ضد أبناء شعبنا. وفي ذات الوقت، نعمل على تجنب المدنيين، رغم عدم امتلاكنا للأسلحة الدقيقة، وإن حصل شيء من ذلك فيكون غير مقصود، وإنما في ظل ضراوة المعارك التي نخوضها دفاعا عن النفس وردا للعدوان، في مواجهة قوة عدوانية استعمارية طاغية، تقوم بقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ليل نهار، وبكل أنواع الأسلحة الفتاكة والدقيقة. لقد التزمت حماس منذ انطلاقتها سنة 1987، بتجنب استهداف المدنيين، وبعد أن قام الصهيوني المجرم "باروخ غولدشتاين" بتنفيذ مجزرة في المصلين في المسجد الإبراهيمي في الخليل سنة 1994، أعلنت حماس مبادرة تقضي بأن يتم تجنيب المدنيين ويلات القتال، من قبل كل الأطراف، لكن الاحتلال الصهيوني رفض حتى مجرد الرد على تلك المبادرة. وقد كررت حماس ذلك مرارا، لكن الاحتلال الإسرائيلي واصل تجاهله، وتابع قتل المدنيين بكل صلافة وتجاهل.
- ربما يكون قد حدث بعض الخلل أثناء تنفيذ عملية طوفان الأقصى، بسبب انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بشكل كامل وسريع، وحدوث بعض الفوضى نتيجة الاختراقات الواسعة في السياج والمنظومة الفاصلة بين قطاع غزة ومناطق عملياتنا. وكما يشهد الجميع، فقد تعاملت حماس بصورة إيجابية مع ملف المدنيين الذين تم أسرهم في قطاع غزة، وسعت منذ اليوم الأول لإطلاق سراحهم بالسرعة الممكنة، وهو ما حدث فعلا، خلال الهدنة الإنسانية لمدة 7 أيام، مقابل إطلاق سراح النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني المعتقلين ظلما وعدوانا في سجون الاحتلال، وهي عمليات اعتقال يمارسها الاحتلال بشكل منهجي على مدى عشرات السنوات ضمن سياسة العقاب الجماعي لشعبنا المخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية.
- إن ما يروجه الاحتلال الإسرائيلي حول استهداف كتائب القسام لمدنيين إسرائيليين في هجوم يوم 7 أكتوبر، هو محض افتراء وكذب، فمصادر المعلومات التي تدعي ذلك هي مصادر إسرائيلية، ولا توجد مصادر مستقلة تؤكد صحة مزاعمها. ومن المعروف أن المصادر الإسرائيلية تلجأ كثيرا إلى إخفاء الحقائق وتزويرها، وإلى محاولة تشويه المقاومة، لتبرير جرائم الاحتلال ضد شعبنا. وقد أثبتت المعلومات لاحقا انكشاف كذب الرواية الإسرائيلية، التي شرعن الاحتلال على أساسها عدوانه الوحشي على قطاع غزة، وهنا بعض التفاصيل المهمة:
- لقد أظهرت مقاطع فيديو التقطت في ذلك اليوم، وشهادات لإسرائيليين نشرت لاحقا أن مقاتلي القسام لم يستهدفوا المدنيين، بل إن كثيرا منهم تم قتله على يد قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي نتيجة ارتباكهم.
- لقد ثبت يقينا كذب الادعاء بقتل أربعين طفلا رضيعا، وباعتراف المصادر الإسرائيلية وهي دعاية انتشرت بشكل هائل في الإعلام الغربي، لتعبئته وتحريضه.
- إن الادعاء بقيام المقاومين باغتصاب نساء إسرائيليات، ثبت كذبه، ونفت حماس ذلك بشكل حاسم. وعلى سبيل المثال، فالدراسة التي نشرها موقع موندوفايس Mondoweiss في 1 ديسمبر 2023، تتبعت بالتفصيل كل ادعاءات الاغتصاب وفندتها.
- بحسب تقريري صحيفتي "يديعوت أحرونوت" 15 أكتوبر 2023، و"هآرتس" 18 نوفمبر 2023، فإن قتلى مدنيين إسرائيليين عديدين سقطوا نتيجة قصف طائرات الأباتشي الإسرائيلية للمشاركين في مهرجان "نوفا" قرب مستعمرة رعيم، حيث قتل 364 شخصا، وأن مقاتلي حماس وصلوا للمكان دون علم مسبق بالحفل، وأنهم بسبب حالة التداخل مع المحتفلين، قام الطيارون الصهاينة بإطلاق قذائفهم ورصاصهم دونما تفريق. ويعترف تقرير يديعوت أحرونوت أنه سعيا لضرب المهاجمين، ولمنع اختراق السياج ولمنع وقوع أسرى إسرائيليين، قامت الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر الإسرائيلية بضرب نحو 300 هدف معظمها في المناطق التي انتشر فيها مقاتلو حماس خارج قطاع غزة.
- أكدت شهادات إسرائيلية أن غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي وعمليات جنوده هي التي تسببت بقتل عدد كبير من الإسرائيليين الذين تم أسرهم في مستوطنات غلاف غزة، حيث قام بقصف وتدمير المنازل أثناء الاشتباكات مع المقاومة يوم 7 أكتوبر والأيام التي تلته، ما تسبب بقتل الكثير من المستوطنين الإسرائيليين إلى جانب أفراد المقاومة، وذلك ضمن سياسة وبروتوكول "هانيبال" الإسرائيلي الذي يفضل قتل الأسير الإسرائيلي على بقائه حيا أسيرا في يد المقاومة. وقد مارس الاحتلال أبشع الجرائم في عدة حالات عبر قصف وقتل مقاومينا ومن معهم من أسرى في أثناء اقتيادهم إلى قطاع غزة.
- ومن الأدلة الإضافية على ما سبق، تغيير سلطات الاحتلال لأعداد القتلى الإسرائيليين يوم 7 أكتوبر، حيث تحدثت بداية الأمر عن مقتل 1400 إسرائيلي ما بين جندي ومستوطن، ثم عادت بعد أسابيع من الهجوم لتقلص العدد إلى 1200، بمبرر أن نحو مائتي جثة متفحمة تبين أنها تعود لمقاتلين من كتائب القسام. والأسئلة التي تطرح هنا: أليس الذي قصف هؤلاء بحيث اختلطت جثثهم مع جثث الإسرائيليين، هي القوات الإسرائيلية نفسها؟ ومن غير الجيش الإسرائيلي الذي يملك طائرات وأسلحة تؤدي إلى قتل وحرق كل هذا العدد؟ بالإضافة إلى أن آلة الكذب الإسرائيلية أضافت أعداد شهداء القسام إلى أرقام قتلاها لأكثر من شهر، لتتاجر بهم إعلاميا، قبل أن يتبين من مصادر إسرائيلية عدم صحة هذه الادعاءات كما ورد أعلاه.
- إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وعمليات القصف والتدمير التي أدت خلال العدوان إلى مقتل نحو 60 أسيرا إسرائيليا، تكشف بشكل واضح لا يترك مجالا للشك عدم اكتراث الاحتلال بحياة أسراه من الجنود والمستوطنين، واستعداده للتضحية بهم من أجل تجنب دفع أثمان مقابلة.
واختتم حركة المقاومة الإسلامية قائلة: "نحن على ثقة بأن التحقيقات النزيهة والمستقلة، سوف تؤكد صدق روايتنا وكذب مزاعم الاحتلال، الذي أثبتت كل المعطيات خلال العدوان على غزة ممارسته الكذب والخداع والتضليل، بما في ذلك مزاعمه بخصوص استخدام المقاومة للمستشفيات مقرا للقيادة وإدارة العمليات العسكرية، ومكانا لاحتجاز الأسرى، وما حصل في مستشفى الشفاء خير دليل على كذب الاحتلال وزيف مزاعمه، ونحن واثقون من أن أي تحقيق موضوعي مستقل سوف يكون لصالح الرواية الفلسطينية".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلفت حتى السبت 24 ألفا و927 قتيلا، و62 ألفا و388 مصابا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: RT