وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لم تحصر طموحاتها بالتوسع في القطب الشمالي انطلاقا من أقصى ولاية في الشمال (ألاسكا)، ولكنها أيضا توسع من أنشطتها العسكرية في المنطقة منذ ما يقرب من 10 سنوات.
وأضافت: "ربما تكون إحدى العلامات الأكثر وضوحا على أولوية هذه المنطقة من حيث الأهمية، هو نشر ما يزيد عن 100 مقاتلة من الجيل الخامس من طائرات "إف ــ 22" و"إف - 35" في ألاسكا".
وحذرت من أن موسكو تمتلك تشكيلات كبيرة من الوحدات العسكرية المنتشرة في هذه المنطقة، والتي سيتعين على واشنطن أن تأخذها بعين الاعتبار. ففي مواقع رئيسية مثل أرخبيل "نوفايا زيمليا" وميناء "تيكسي" في "ياقوتيا"، نصبت روسيا أنظمة دفاع جوي من طراز "إس - 400"، بالإضافة إلى إصدارات خاصة للغاية من أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى "تور" و "بانتسير"، التي تم تصميمها خصيصا لتتلاءم مع هذه المنطقة.
وأضافت أن روسيا اختبرت في ديسمبر 2021 نظام الدفاع الجوي "إس - 500"، ومن المرجح أن يكون القطب الشمالي من المناطق ذات الأولوية لنشرها.
وتابعت المجلة المتخصصة في الشؤون العسكرية أن الروس "يمكنهم أن يشعروا بالفخر من نطاق التغطية غير المسبوق لهذه المنظومة التي تمتد لـ 600 كلم، مع القدرة على تدمير ليس فقط الطائرات المقاتلة والقاذفات وطائرات الإنذار المبكر (أواكس)، وإنما حتى الأهداف الفضائية، مثل الأقمار الصناعية".
ولفتت الصحيفة إلى أن المكون الأساسي للطيران القتالي الروسي في القطب الشمالي هي مقاتلات ميغ - 31 الاعتراضية، القادرة على حمل صواريخ جو-جو كتسليح رئيسي، بمدى يصل إلى 400 كلم، وسرعة تصل إلى 6 ماخ، ورأس حربي يزن 60 كغم. وهذا يزيد بمقدار الضعف عن مدى نظيراتها الأمريكية، ما يجعل هذه المقاتلات مثالية لتحييد سلاح الجو الأمريكي.
وفي وقت سابق، ذكرت بلومبرغ، نقلا عن بيان من وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة أعلنت توسيع الجزء الخاص بها من الجرف القاري في القطب الشمالي. واحتلت منطقة تقع أساسا ضمن القطب الشمالي وحدود بحر بيرينغ، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة تطالب بها أيضا كندا وروسيا.
ووصف رئيس لجنة مجلس الدوما المعنية بالقطب الشمالي، نيكولاي خاريتونوف، هذه الخطوة من جانب واشنطن بأنها غير مقبولة، وحذر من أنها قد تؤدي لزيادة التوتر. مشيرا لضرورة إثبات التبعية الجيولوجية لهذه الأراضي، كما فعلت روسيا في وقت ما.
المصدر: نوفوستي